روايه كامله بقلم عدي زايد

موقع أيام نيوز

أمها الست نوارة الخياطة اللي ضهرها اتق طم لحد ما علمتنا و بقينا دكاترة
نظر له و قال بإبتسامة واسعة
عمنا بقى الدكتور أدهم الشرقاوي الدكتور العظيم الرجل العصامي اللي بدأها من الصفر و دلوقت بقى عنده أكبر مستشفى في مصر و اسمه من أكبر و أهم دكاترة مصر
ختم حديثه قائلا
أختي لو هي اللي موافقة على العريس فأنا هعمل دا و أنا راضي و لو قابلة تعيش معاه في أوضة تحت السلم و هي راضية أنا كمان راضي 
أنت بتتحداني يا ولد ! 
أنا بعمل اللي يريح أختي أنا لو عشت لها النهاردا مش هاعيش لها بكرا
رفع سبابته و قال بنبرة حادة
طب اسمع بقى لما اقل لك لو اختك اتجوزت الولد دا لا أنت ابن اخويا و لا أعرفك
رفع أدهم رأسه بشموخ و هو يضع يده داخل جيبه و قال
شرفت يا عمي و ياريت تبقى تشرفنا دايما و طبعا تبلغنا قبلها
غادر العم منزل ابناء أخيه و الشړ يتطاير من عيناه 
ماذا يفعل ليك سر أنف أدهم فهو من المتمردين عليه من وجهة نظره يحاول بشتى الطرق كسبه في صقه و لكن الأخير لا يريد ذلك و يعي جيذا ما يريده العم .
نظرت ليالي لأخيها و قالت بضيق
مكنش ينفع تطرد عمك يا أدهم هو مكنش قصده

حاجة
رد أدهم و قال پغضب مكتوم 
أنت مستوعبة كويس أنت بتقولي إيه ! و لا بتحاولي تجملي اللي حصل عمك لا هو عاوز يحافظ على جوازتك دي زي ما بيقول و لا هو فعلا العم الحنون اللي بېخاف على مصلحة ولاد أخوه دا واحد أناني مش عاوزنا نخرج من تحت طوعه و نفضل طول عمره تحت جناحه عشان كدا بيطفش في عريسك بحجة أخته و جوازاتها اللي مبتكملش
ردت ليالي و قالت بنبرة حزينة قائلة
طب و هتعمل إيه دلوقت 
في إيه ! 
في عمك !
و لا أي حاجة و اعملي حسابك محدش فينا رايح المستشفى تاني و لا هنشتغل تاني هناك 
عشان كدا كنت مصمم تعمل شغل خاص بيك 
طبعا
جلست على المقعد و قالت بنبرة مخټنقة
طب و إبراهيم 
نظر لها أدهم و قال بتساؤل
بتقولي حاجة يا لولو !
ردت ليالي نافية
لا
تابعت بإحباط و هي تقف عن مقعدها و قالت
أنا هقوم ارتاح شوية أنا تعبانة
غادرت الردهة قبل أن يسألها سؤالا آخر لكن تملك منها اليائس و الإحباط نظرات الشفقة و العطف كانتا تشعان من أعين أدهم ود لو يستطع مساعدتها لكنه يريد أن تنعم أخته بالراحة بدلا من الشقاء بعيدا عن تلك الهالة.
أسبوعا كامل مر على الجميع لم يحدث فيه شيئا جديدا سوى نجاح إبراهيم المستمر و إلحاقه بالنيابة العامة كان يسعى لهذا المنصب منذ أشهر و لم يخبر أحد ظنا منه بأنه لن يناله الوحيد التي كانت تعرف هي هالة قررت أن تقف بجانبه كما فعل معها بالسابق رفضه المستمر جعلها تخطط في أكثر من طريق حتى يحصل على ليالي .
توقفت أمام العيادة الخاصة بشقيق الأخيرة ترددت في بادئ الأمر خوفا من هذه الخطوة لكنها قررت أن تكمل ما بدأته طرقات خفيفة ثم ولجت بعدها 
جلست على المقعد المقابل لمكتبه كاد أن يتحدث لكنها ردت بهدوء مصطنع
أنا دفعت حق الكشف و جيت لك النهاردا مخصوص بعد ما فشلت اوصلك عن طريق تليفوناتك و أي حاجة ممكن تخليني أعرف اوصل لحضرتك
التزم الصمت حين تابعت حديثها قائلة بتوتر 
أنا عارفة إن اللي هاحكي مايخصش حد غيري بس أنا بحاول أسعد إبراهيم زي ما هو دايما بيعمل معايا ف ارجوك اسمعني
اتفضلي سمعك
كانت جملته بمثابة الثلج الذي هبط على تلك
النير ان المتأججة داخلها ناهيك عن إبتسامته الخفيفة التي زادت من توترها و هي تقول
طبعا الكل عارف إني اتجوزت مرتين و لكن اللي محدش يعرفه إني في النرتين مظلومة سيبك من الكلام اللي اتقال لأن الكدب مافيش أسهل منه ربنا قادر يجيب لي حقي و هو سامع و مطلع على كل أذى اتأذيته من اللي اتجوزتهم
نظرت له و قالت بنبرة مختقة 
ربنا مكتبش إني اخلف منهم و عرفت في المستقبل حكمة ربنا سبحانه و تعالى و راضية و الحمد لله بس لأن صوابعك مش زي بعضها ربنا وقعني في واحد حبه ليا اتحول لكره معرفش ازاي 
بعد ما انفصلت عنه اتكلم عليا بالسوء و بحاجات مليش علاقة بيها من الأساس
تنهدت بعمق و هي تختم حديثها بإبتسامة مريرة
عم حضرتك كان الدكتور اللي أخدني عنده طليقي محمود و محمود دا حاليا بيتابع معاه حمل مراته الجديدة و طبعا مش محتاجة احكي لك إيه هو شغل الضراير
نظرت له و قالت برجاء
و الله العظيم لا أنا و لا أمي موافين إننا نعيش مع إبراهيم أصلا و اتفاجئنا زينا زيكم بالظبط وافق عليه و إن كان عليا احلف لك على مصحف ما هدخل بيت اخويا لحد ما اموت كفاية عليا أشوفه مبسوط مع الإنسانة اللي اختارها قلبه
لحظات من الصمت التام كانت تسود المكان تنفس بعمق و قال بهدوء
أنا طبعا مش حابب دي تكون علاقتكم ب اخوكي الوحيد و لا أنا ارضها على أختي و لكن أنا آسف بس أخوكي تخلى عن أختي و مفكرش حتى في حل وسط يرضي جميع الأطراف تفتكري دا أنا هأمن على أختي معاه! 
اخويا عمل كدا عشان بيحبنا و من كتر حبه فينا مفكرش غير بالشكل دا صحيح تصرفه غلط بس هو بردو معذور هو مش ذنبه إن بيحبه أهله أكتر من نفسه
رد أدهم و قال بهدوء شديد
و لا ذنب أختي تاخد واحد مبيحاولش يعمل عشانها الممكن !!
ختم حديثه قائلا بعتذار و هو يقف من خلف مكتبه و قال 
شرفتيني يا مدام هالة كان نفسي اساعدك بس للأسف طلبك مش عندي !
وقفت عن مقعدها و هي تتابعه بعيناها و هو يتجه نحو باب الحجرة و قالت
لو بتحب أختك سيب لها هي القرار دي حياتها هي
هتف أدهم لمساعدته الجالسة بالردهة أتت على الفور و قالت بأدب
نعم يا دكتور 
رجعي للمدام تمن الكشف
حاضر

ثواني 
أرجوك فكر
رد أدهم و قال بعتذار 
أنا آسف بس حقيقي أخوكي مسبليش أي شئ افكر في دا حتى مفكر يجي لي نتفق بعيد عن عمي !!
أتت المساعدة ووضعت النقود بين أدهم ثم غادرت المكان نظر أدهم لها و قال
نورتي العيادة و ياريت متعمليش الحركة دي تاني طالما مش في ايدي اساعدك
نظرت هالة له و قالت بيأس
كنت فاهمة إنك هتسعد أختك اللي بتحبها زي ما بتقول لكن للأسف طلعت أناني و حابب تخليها جنبك
كادت أن تغادر المكان لكنها عادت و قالت
اه أختك بتحب إبراهيم و مش هتتجوز غيره و طول ما أنت مش موافق عليه هي هتفضل جنبك
و بالنسبة لتمن الكشف أنا خدت من وقتك و دا تمنه متشكرة مرة تانية .
في منزل إبراهيم 
كانت هالة ترص الصحون الفارغة على المائدة بينما كانت والدتها تعد وجبة الغداء ولجت هالة المطبخ و قالت بنبرة مغتاظة
و ابنك بقى بايخ اوي كل ما اقوله تعال نتمشى يقولي تعبان يا هالة مخڼوق سبيني لوحدي دلوقتي
ردت والدتها بنبرة متعاطفة مع ولدها و قالت
لي حق يا حبيبي ملحقش يفرح
رفعت رأسها لأعلى و قالت
ادعي عليك بإيه يا محمود و أنت فيك كل العبر 
لا تدعي عليه و لا على غيره ربنا يبعدهم عننا و خلاص 
هو لسه بيضايقك بردو ! 
وطي صوتك هيما يسمعنا دا مش راضي يسبني في حالي خصوصا بعد فركشة خطوبة هيما
طب روحي نادي اخوكي و قولي يلا الغدا جاهز 
حاضر
داخل غرفة إبراهيم 
كانت تراسله و لم يرد على رسائلها لم تتركه منذ ذاك اليوم كان يجلس القرفصاء مسند بذقنه على ركبته ولجت و جلست بجانبه لم يشعر بها حتى قالت له 
ياااه دا أنت في آخر الدنيا يا هيما ! 
في إيه يا هالة 
أبدا مافيش كنت بقول لو ينفع يعني نتمشى شوية أنا و أنت بعد الغدا أكون شاكرة ليك بجد 
معلش يا هالة تعبانة و مش قادر و كمان عندي شغل بكرا بدري 
كدا يا هيما ماشي شكرا من يوم ما بقيت وكيل نيابة و أنت لا بتخرجني و لا بتفسحني و كأنا بتتكسف تمشي جنبي !!
نظر لها و قال بضيق
إيه الهبل اللي بتقول دا أكيد طبعا مش كدا بس أنت عارفة إني بقى عندي مسؤليات أكبر و شغل أكبر
ردت هالة بإصرار قائلة
طب لو زي صحيح ما بتقول تعال نتمشى النهاردا بعد الغدا 
خليها بكرا 
مش هاينفع 
ليه ! 
عشان عندي شغل كتير و هبقى مشغولة جامد اوي
كرر جملتها محاولا تقليدها قائلا
جامد اوي
تابع بجدية و قال
حاضر يا ستي بعد الغدا ابقى اخدك و نتمشى 
شوية
في المساء
كانت تشير بيدها تجاه إحدى اللوحات و قالت برجاء 
أنا نفسي أشوف الفيلم دا تعال نتفرج عليه 
يااه يا هالة فيلم يعني تلت ساعات و أنا هلكان و عاوز أنام بجد 
لو معجبنيش همشي مش مهم نكمل عشان خاطري دا رومانسي و صدقني هايعجبك تعال بس
ما فعلته و ما سوف تفعله من المؤكد لن يمر على عقله ك محام سابق يعرف ببواطن الأمور و تلك التمهيدات جيدا لن ينكر بداخله أنه كان يتوق شوقا لرؤيتها لا يعرف أن يبقى أم لا و لكن قلبه أمره بالبقاء جلس و تظاهر بالجمود و هو يشاهد احداث الفيلم نظرت ليالي له و قالت
فعلا الحب موجود بس في الافلام إنما الحقيقة كله كلام في كلام
تجاهل حديثها بينما هي اغتاظت منه فقررت أن تسأله بنبرة مغتاظة
جيت ليه لما أنت تتقمس دور الكومبارس !! 
و الله أنا لو أعرف الحركات العيالي دي ما كنت جيت
تابع بنبرة ناعمة 
بس اقل لك على حاجة دي احلى حاجة عملتها هالة كان نفسي اشوفك بجد
ردت ليالي و قالت بنبرة معاتبة
ما هو واضح بأمارة اللي حصل 
اللي حصل ڠصب عني أهلك عاوزني ارمي أهلي وهما ملهمش غيري تفتكري رد أي حد عاقل كان هيبقى إيه !
ردت ليالي قائلة
كان هايبقى حل وسط يرضي جميع الأطراف و يأكد إنك عاوزني مش من أول ما حطوا شروطهم تقولهم بنتكم مش عاوزها !!
ابتسم و قال بإعتذار 
في دي عندك حقك حقك عليا 
بعد إيه يا بيه ما خلاص شكلك بقى زي الزفت قصادهم و فاهمين إنك مش شاريني 
دا أنا ابيع الدنيا كلها و اشتريكي 
دا كلام متأسفة مش هصدقه أنا عاوزة فعل
إيه الفيلم بدء من بدري فاتني كتير 
أردفت هالة عبارتها المتسائلة و بين يدها الذرة المقرمشة جلست بينهما ثم نظرت لهما و قالت بفضول
إيه مالكم ساكتين ليه ! هو أنا جيت في وقت مش
تم نسخ الرابط