العمياء بقلم نورهان لبيب

موقع أيام نيوز


ليعطيها مثل هذا العمل التافه كانت تقلده فى حنق غافله عن مراقبته
لها بأبتسامته العابثه تلك فقد كان يقف متكئ على الباب الذى خلفها ويكتف يده يتابع حركاتها الحانقه منه فهى غاضبة حانقه وهذا يرضيه فهى عندما تغضب تصبح مثل تنه ورنه ذات الوجه الأحمر القانى
تحدثت بحنق وڠضب قائله وهى تسجل عملها على الحاسوب وتضغط على أزرار لوحة المفاتيح بغل

فرح_كان يوم مهبب يوم ما شوفتك يا مازن يا صياد... قال إيه انا عارف مصلحتك اعملى الشغل
إللى بقولك عليه بس.. شغل إيه ده إللى اصحح
فيه أخطاء املائية إيه حد قله أنى طالبه فى أولى
ابتدائي
تشدق مازن بأبتسامه ساخرة_بقى بتتريق يا فرج تؤتؤتؤ عيب كده تتكلمى عن حد فى ضاهر بالطريقه
دى... بس تعرفى أنتى لازم تتعلمى الأدب يا فرج...
قدامك ساعتين تخلصى الشغل إللى قدامك ده وتيجى عشان تاخدى شغل غيره وحذارى يا فرج
تتأخرى عشان عقابك مش هتتخيليه
مع كل كلمه ينطقها مازن كان ڠضب فرح ي يتأجج تدريجيا وأصبح وجهها يميل للأحمر القانى ويكاد الدخان يخرج من اذنيها من شدة الڠضب كان مازن
يتابع كل ذلك بأستمتاع ولذه فهى عندما تغضب تصبح شبه تنه ورنه تلك الجنية بالرسوم المتحركة قطع شروده بها طرقتها القويه على المكتب والحنق
وصل عندها لزروته فتهدجت پغضب
فرح_هو فيه إيه بالظبط... أنا عايزه أفهم أنا شريكتك ولا سكرتيرة عندك... عمال تأمر وتنهى من الصبح وأنا ساكته قال إيه الشغل اللى بدهولك هتاخدى منه خبره... أخد
خبره ولا أنت عايز تربطنى جانبك وخلاص أصل بالعقل كده خبرة أيه إللى هكسبها
من تصحيح أخطاء املائيه
تحدث مازن بهدوء مريب وهو يضع يده فى جيوب سرواله بغرور وكبرياء لا يليق سوى بعائلة الصياد العريقه
مازن_خلصتى كلامك... على العموم أنا مش هتكلم كتير خلصى الشغل إللى قدامك ده فى خلال ساعة
وتعالى عشان تاخدى شغل غيره ولو أتأخرتى دقيقه
واحده زياده هعقبك يا بنت الصاوى صدقينى يلا إبدأى لأن وقتك بدأ دلوقتى تيك توك تيك توك
أنهى مازن كلامه ورحل وهو يكرر جملته المستفزه مما إثار حنق فرح أكثر
فرح_آآآآه ماشى يا أبن الصياد أنت إللى بدأت والبادى أظلم... آآآآه لما أخلص الشغل إللى قال
عليه وبعد كده أفكر له فى خطة تطلع من نفوخه
نظرت بجوارها حيث ذلك الزجاج الفاصل بينهم فوجدته يراقبها ويبتسم لها ببرود فردت له هى
الابتسامة
بأخرى صفراء وهى تنوى له على الشړ
فلينتظر فقط وسوف تريه ذلك الصياد المغرور
فى قصر جاسر
كان يجلس على كرسيه المتحرك... بينما تنظر له مريم وهى تكتف يدها أمام صدرها تنتظر إجابته
وتنظر له بنظره ثاقبة تنتظر موافقته على خوض جلسات العلاج مع دكتور عمر ذلك الصديق السمج
من أيام الجامعه اللعينه... تنهد بقلة حيلة فهو يجب أن يوافق وإلا سوف ترتاب فى أمره... فأضطر ليوافق
مرغما على شئ لا يريد
فتشدق قائلا بحنق_ماشى موافق.. هنبدأ أمتى يا دكتور عمر
نطق اسم الأخير بأذدراء وغرور استشعره الآخر
فرد عليه ببرود
عمر_نبدأ دلوقتى لو تحب يا جاسر بيه
ما أن أنتهى من جملته حتى صفقت مريم بحماس
حتى تحس جاسر على الموافقة
مريم بفرحه _إيه ده بجد بليز يا جاسر إبدأ دلوقتى أرجوك يلا بقى... وما تخفش أنا هكون معاك
برقت عيناها وظلت ترمش بهم برجاء حتى ازعن لها بقلة حيله
جاسر بتنهيده_ماشى يا مريم هنبدأ دلوقتى يلا يا دكتور أنا جاهز... خلينا نخلص
مريم بخبث_هايل يا جاسر صدقنى النتيجه هتكون هايله صدقنى
لاحظ جاسر نبرة الخبث التى تتحدث بها مريم ولكنه لم يعقب على حديثها أبدا... فأنتظر حتى قام عمر بفرش سجادة صغيره على الأرض وأحضر معداته ثم
طلب من مهاب أن ينهضه ويجعله يستلقى على تلك السجادة فأقترب من عمر يسأله
عمر_أنت جاهز يا جاسر بيه
جاسر بأقتضاب_اه جاهز يلا يا دكتور
أومأ العمر بأبتسامه ثم أمسك بقدم جاسر وحركها فى حركه لولبيه عڼيفه لا يتحملها عاجز... أو حتى قادر
فقد أقسم جاسر الآن أنه إذا لم يعطى السم مفعول
فبالتأكيد سوف تؤثر حركات ذلك الطبيب على جهازه العصبى حقآ
جاسر فى سره_اااااه يا بن الكلب... أنا بس مستحمل عشان ما أتكشفش ويبقى شكلى وحش قدام الهانم آآآآآآه
على صوت جاسر بتأوه عالى أثر حركه مباغته من ذلك المدعو عمر مما جعل مريم وسلمى يضحكون
فى الخفاء ولكنهم سيطروا عليها سريعا
جاسر پغضب_إيه يا دكتور مش تحاسب أنا رجلى مصابه... لو أنت مش عارف تعمل شغلك قول وأنا
أجيب ألف غيرك
رد عليه عمر بتوتر_ما قصدش يا جاسر بيه بس أى دكتور غيرى هيعمل كده
رد جاسر پغضب_طيب كمل بس بالراحه شوية
عمر بهدوء_بس ما ينفعش يا باشا وإلا العلاج مش هيجيب مفعول خالص
تنهد جاسر بقلة حيلة بعد أن رأى خيبة الأمل فى عين
مريم فأستسلم لذلك العمر يفعل به ما يشاء ورغم
احساسه بالألم نتيجة هذه الحركات إلا أنه تحملها فقط من أجمل مريم فقط.... .. قام عمر بشد قدم جاسر بحركه عڼيفه مما جعل الألم يرتسم على وجه
جاسر ولكنه حاول أن يداريه
جاسر فى سره وهو يقبض يده_آآآآآه يا حيوان انت ماشى ما تخفش أنت بس تأكد أنى هرميك بره أول
ما تيجى الفرصة
تشدق عمر بعد أن أنهى ذلك المساج العڼيف والذى قد تألم جاسر بشده نتيجته... ليكمل بقية الجلسة من وجهة نظرة
عمر بهدوء_يلا بقى نعمل الزبزبات الكهربائية يا أستاذ جاسر بقى عشان نخلص الجلسه النهارده
بمجرد أن سمع جاسر حديثه حتى تحدث سريعا
لكى يوقفه عن ما ينوى فعله
جاسر بتعب_لا لا كفاية كده النهارده... كده كتير قوى الصراحه
تشدقت مريم بهدوء _ليه كده يا جاسر خلى عمر يكمل الجلسه بتاعته عشان تبقى أخدت الخطوه الأولى صح
جاسر بسرعه وعند _أنا قولت لا يا مريم مش هعمل الكلام ده النهارده يعنى مش هعملهثم قال فى سره كفايه إللى حصل فيا أنا مش ضامن أساسا
أنا همشى ولا لا بعد إللى حصل فيا النهارده ده
تنهدت مريم بهدوء ثم قالت بقلة حيله_خلاص إللى تشوفه... أنا هروح أوصل عمر لحد الباب
كادت أن تتحرك إلا أن جاسر أمسك يدها يمنعها من التقدم وتحدث بصرامه لا تقبل المناقشه
جاسر _أستنى هنا مهاب هيوصله... يلا روح معاه يا مهاب أنتظر جاسر حتى خرج عمر ومهاب للخارج ثم تحدث پحده تانى مره يا ريت ما ترفعيش الالقاب
يا مريم عشان بجد ردة فعى مش هتعجبك وكمان ما تحتكيش باللى أسمه عمر ده نهائى وإلا مش هكمل العلاج معه أرجو أن كلامى يكون واضح
ترك يدها وتحرك بكرسيه العجلى إلى الداخل بينما هى نظرت لسلمى ثم
نظرت فى أثر بنظره غريبة وقد
علمت أخيرا أن زوجها المبجل جاسر الصياد يغار عليها وان عدم تحمله لعمر كان بدافع الغيره لا أكثر
أذا يا سيد جاسر حوائك سوف تلعب على وترك الحساس الذى استشفته الآن
الحلقة 22 
.
.
فى الشارع
ظلت كاميليا تمشى وتمشى ولم تهتم پألم قدميها
بل كان كل ما يهمها هو الوصول للمدينة التى تحوى
مريم وذلك لتحقيق غايتها والتخلص من مريم نهائيا
اڼتقام لجنينها الصغير.... تلك النطفه البريئه التى لم يكن لها ذنب سوى أن تلك المرأة المتحجرة هى أمه
وشريف ذلك الندل المچرم الذى لا يهمه شئ سوى
التمتع بملذات الحياة مثله مثل شريكته تماما..لكن
ما نعرفه ان مۏته رحمه له فمن له آباء مثل هؤلاء لا
تتاح له حياة سويه سليمه مثل باقى الأطفال... ظلت
كاميليا تسير حتى وصلت إلى أحد الأحياء

الشعبيه القديمه ووقفت
أمام منزل متهالك قديم نظرت له
بشرود ثم همت بالدخول إلى الداخل وصعدت إلى
الدور الثانى طرقت طرقات بسيطة على الباب حتى
فتح له رجل لم يكن إلا محروس الخادم الوفى والأمين
لكاميليا والذى ما أن رأها ورأى حالتها حتى هتف بجزع وخوف عليها
الرجل_ست كاميليا مالك... مين إللى عمل فيكى كده يا هانم
كاميليا بتعب ووهن وهى تتسند على يده
كاميليا_حاضر يا محروس هقولك كل حاجة بس مش دلوقتى عشان أنا تعبانه وعايزه استريح ياريت تجبلى هدوم وأكل بليز
محروس بطاعه_أمرك يا هانم.. بصى أنا هدخل أجبلك هدوم من عند أمى الله يرحمها وهطلب اكل
من بره وكمان أدوية عشان نداوى الچروح دى
ابتسمت كاميليا له بأمتنان... دخلت كاميليا للحمام بعد أن أحضر لها محروس بعض الملابس....وما ان
وقفت أمام المرأه حتى شهقت پصدمه فقد شوه وجهها تماما بسب الضړب العڼيف الذى تلقته من
رجال جاسر ثم نظرت إلى تلك الډماء التى أنسابت
من بين قدميها وتركت أثرها على ثيابها المتهالكه
نزلت دموع كاميليا بكثره وخرجت من بين فاهها
شهقات متتاليه على ما حدث معها... ثم وضعت يدها على بطنها وتوعدت فى شړ وغل
كاميليا بغل ودموع_أوعدك يا أبنى أنى هنتقم من كل إللى كان السبب فى موتك وبعدك عنى استريح أنت
وأنا هاخد حقك بأيدى دول... هتموتى يا مريم واللى
عملتيه فيا هعمله فيكى
للراحة أبدا بل هى المعناه والألم فقط ما كانت تعيش عليه وما كان يذيد همها ومعناتها.... تلك الكوابيس التى راودتها والتى كانت تعتقد أنها حقيقة
فالحقن التى كانت تأخذها تدفع الفرد إلى الجنون وهى قد أخذتها لمدة اسبوعان وقد تمثل چنونها
فى مۏت مريم وفنائها فقط
خرجت كاميليا من الحمام فوجدت محروس يجلس على السفره فى انتظارها وأمامه ما لذ وطاب بمجرد
أن رأت كاميليا الطعام حتى توجهت إلى الطاولةتأكل من الطعام بنهم شديد فجاسر كان يرسل لها القليل
من الطعام فقط لكى لا ټموت وبعد أن أنهت الأكل
نظرت إلى محروس ببرود وبدأت فى الحديث
كاميليا _ها يا محروس مش عايز تعرف بقى إيه إللى
حصلى ووصلنى للحالة دى
أومأ محروس وتحدث بسرعة يحسها على الحديث
محروس_اه يا هانم أكيد أنا عايز أعرف مين ابن الكلب إللى عمل فيكى كده عشان أكله بأسنانى
بدأت كاميليا الحديث پقسوه تمتزج بالحزن والدموع
كاميليا _جاسر.. جاسر هو إللى عمل فيا كده كل ده عشان ست مريم بتعته حبسنى وكان بيخلى رجالته
يضربونى ويعذبوا فيا ليل نهار كل يوم لحد ما هربت
والبيه ما كفاهوش كل ده كان بيجيب مريم كل يوم
تضربنى وتجلدنى لحد ما خسړت ابنى.... كل يوم تعذيب وأهانه أسمع يا محروس أنا لازم انتقم منهم
زى ما ابنى ماټ لازوم يموتوا.. أنا لازم ادخل القصر
بأى شكل كان
ربت محروس على يدها وقد تعاطف معها وهتف لها بصدق فهو كالخادم الأمين والظل الحارس لها
محروس_حاضر يا هانم كل إللى أنتى تأمرى..بس لازم شكلك يتغير وده أنا هعرف أعمله كويس ما
تاكليش هم أى حاجة
أنتهى محروس من كلامه وهو لا يدرى انه يساعد حيه قد سممت كل من حولها بشرها وحقدها بل
وأن ما حدث لها كان تحصيل حاصل لما فعلته
بمريم فهى قد جلدت مريم وأهانتها وأذلتها كما
حدث لها على يد رجالها ف بالنتيجه ما حدث لها
كان حصاد زرعتها الخبيثه لا غير
عند جاسر
كان يجلس فى مكتبه بالفيلا يباشر بعض الأعمال المتراكمة بتركيز شديد حتى قطع تركيزه
 

تم نسخ الرابط