مثابره خاسره

موقع أيام نيوز


هى مش كويسة خالص.
قال پقلق _ ليه حصل إيه
سردت له ماحدث حينما ذهبت لها وكيف تطاولت حماتها عليهما ثم على زوجها.
كان زوجها مصډوم مما سمعه ثم ڠضب بشدة _ ولما ده حصل متصلتيش عليا ليه
قالت پتوتر _ أنا جبيتها على هنا معايا وقولت لما ترجع أقولك مش عايزين مشاکل كبيرة.
صاح بها بعصبية _ مشاکل! هما لسة شافوا مشاکل! وجوز بنتك كان لازمته إيه واقف بيتفرج أنا هعرف ازاي أعلم العيلة دي كلها الأدب.

أخرج هاتفه ثم أتصل برقم معين وانتظر بنفاذ صبر الرد.. حين أتاه رد الطرف الآخر قال بنبرة حادة_ أسمع يا محمد النهاردة بالليل تكون عندي وأنا هعرف إزاي أجيب حق بنتي اللي أنت وقفت تتفرج عليها بټتهان هى ومراتي وأنت كنت ساكت!
دلف والد حنين إلى غرفتها وتطلع لها وهى نائمة ملامحها المتعبة يظهر عليها الشحوب والارهاق وجلس بجانبها بحزن ومسح على رأسها انحنى يقبل رأسها بحنان وهو يهمس بتوعد _ أوعدك يا حبيبتي أي حد زعلك هيدفع التمن.
بعد قليل حضر محمد وجلس متوترا أمام والد حنين الذي كان يحدق له بجمود فرك يديه ببعضها وهو لا يجد ما يقوله وقد أثقل الصمت الجو حوله.
قال والد حنين بجدية _ أنت لما جيت تطلب أيد حنين مني قولتلك أهم حاجة يا محمد تحطها في عينك وعمرها ما تيجي هنا زعلانة أبدا.
أومأ محمد بينما هو ينظر إلى الأرض بينما تابع والد حنين _ على العموم أنا عرفت كل حاجة واللي حصل مش هيعدي بالساهل وبنتي مش هترجع بيتك إلا لما كرامتها ترجع لها.
رفع محمد رأسه ورد بارتباك _طب.....طب حضرتك عايزني أعمل إيه ياعمي
مال عليه يقول بهدوء _أنت مش هتعمل الست والدتك هى اللي هتعمل تيجي هنا تعتذر لبنتي ومراتي وساعتها لو بنتي صافية ترجع بيتك.
حدق به محمد بذهول بينما اعتدل والد حنين وتابع بثقة _ده شرطي يا محمد غير كدة معنديش كلام تاني.
حاول الاعتراض والحديث ولكنه قاطعه بنبرة حازمة وهو يرفع يده _مش عايز كلام تاني يا محمد اللي عندي قولته والمفروض كان والدك يحضر معاك علشان تبقى قعدة رجالة المرة الجاية هاته معاك.
أومأ محمد بصمت ثم نهض للمغادرة ونظرات والد حنين تتبعه بعدم رضا.
عاد محمد لمنزله وقد سرد لوالدته ما قاله والد حنين وأخبرها بشرطه.
في البداية شهقت بقوة ورددت_ أعتذر
تابعت بغيظ وعيونها تلمع بالشړ _بقا أنا أعتذر للست المحروسة بتاعتك لا وكمان لمراته!!
تنهد محمد ثم قال لها بنبرة متوسلة _علشان خاطري يا ماما اعتذري أنت غلطتي فعلا.
نظرت له بحسرة يا خيبة أملي فيك بدل ما تقف له علشان أمك بتقولي اعتذري!
رد محمد _علشان أنت غلطانة فعلا حتى غلطتي في بابا ده لحد دلوقتي مرجعش البيت.
تمتمت والدته بملل_ وهو هيروح فين يعني تلاقيه بيلف وهيرجع.
ثم رفعت إصبعها في وجهه مھددة _أنت تنسى خالص أني أعتذر لهم أنت فاهم!
وضع رأسه بين يديه _أمال حنين هترجع إزاي
همست بانزعاج _أن شاء الله عنها ما رجعت.
لمعت في رأسها فكرة فقالت بسرعة _أنا عندي الحل يا محمد.
بعد مرور أسبوع ذهبت والدة محمد برفقته إلى بيت والد حنين استقبلها الأهل ببرود ولكن باحترام جلست قليلا صامتة ثم قالت على مضض _أنا بعتذر لكم عن كل اللي حصل أنا اتعصبت شوية.
رد والد حنين ببرود _مش شايفة ده متأخر شوية .
أجابته والدة محمد ببسمة زائفة_ أنا قولت نسيبها ترتاح شوية وكمان كان عندنا شوية مشاكل في العيلة خلصتها وجينا.
نظر والد حنين لها فأومأت برأسها أن لا بأس ثم نظر لزوجته التي أشارت له بعينيها أن ينهي الموضوع.
تنفس بعمق ثم رد بهدوء _وأحنا هنقفل الموضوع لحد هنا إنما الرأي رأي حنين هى عايزة ترجع دلوقتي ولا لا.
أسرعت والدة محمد تقول بلهفة زائفة _وليه بس مترجعش معانا مش خلاص الموضوع اتحل وبعدين حنين زي بنتي ومن هنا ورايح أن هاخد بالي منها.
رغم الدهشة التي اعترت حنين وعدم الارتياح إلا أنها لم تتحدث نظرت لمحمد الذي كان صامتا لا ينظر نحوها ورغم الاشتياق الذي تشعر به نحوه إلا أنها كانت تحمل عتابا كبيرا داخلها له نهضت لتحضير حقيبتها برفقة والدتها حتى تغادر معهم بعد أن وافقت ورغم أنها توقعت أن تضايقها حماتها في الطريق ببعض الحديث المزعج إلا أن هذا لم يحدث وأيضا صمت محمد ازعجها للغاية.. حين وصلوا للمنزل دلفت والدة محمد منزلها وقد أغلقت الباب بقوة في وجههم أما محمد حمل حقيبة حنين في صمت وصعد وراءه حنين مباشرة.. حين دلفوا للشقة لم تتحمل حنين المزيد من الصمت فقالت بنفاذ صبر _ أنت معندكش حاجة تقولها يا محمد
نظر لها نظرة غريبة _وهقول إيه مش اللي أنت عايزاه حصل خلاص
عقدت حاجبيها باستغراب_ اللي أنا عايزاه
محمد _اه خلاص ماما اعتذرت ليكم فيه حاجة تاني
ردت حنين بدهشة _وهو الاعتذار ده مكنش حقي لما مامتك غلطت فيا وفي ماما قدامك وأنت كنت ساكت كل ده علشان مشكلة هى عملتها من مفيش أصلا!
رد بانزعاج _حنين بقولك إيه أنا تعبان ومش فايق للكلام ده نامي علشان أنا خارج ومش هرجع دلوقتي.
غادر أمام عيونها وهى تهتف بدهشة _هتمشي وتسيبني لوحدي دلوقتي وأنا لسة راجعة البيت!
لكنه كان قد غادر بالفعل ولم يرد عليها فابتلعت خيبة أملها بصمت ودلفت لغرفة النوم بدلت ملابسها ونامت.
لم تختلف بقية الأيام عن هذا الحال حيث كانت معاملة محمد لها جافة للغاية رغم أنه يعطيها دوائها ويحضر لها الطعام من الخارج إلا أنه لم يكن يأكل معها أو يجلس في الشقة كثيرا مما أدى لشعور حنين بالسقم والوحدة.. حين لم تطق هذا الوضع أكثر قررت الحديث معه كان يجلس أمام التلفاز فوقفت أمامه.
قال بضيق _حنين أوعي من قدامي عايز اتفرج.
قالت بحدة _مش همشي غير لما تفهمني في إيه بالضبط وكنت رجعتني ليه لما هتعاملني بالشكل ده!
نظر لها پغضب _هو ده وقته الكلام ده
ردت بسخرية _أمال امتى لما تبقى مش موجود
قال بتحذير _اتكلمي عدل يا حنين.
قالت حنين بتعب وألم _أنا تعبت من كل ده ومن المعاملة دي أنا مراتك وليا حق عليك.
نهض فجأة وهو يقول بتهكم _دلوقتي افتكرني أنك مراتي من ساعة ما حملتي وأنت ناسية ده وناسية أنه ليا حق عليك.
تجمعت الدموع في عينيها وقالت بغصة _والله ليه هو مين اللي كان بيبقى معايا عند الدكتور وعارف حالتي كويس هو أنت فاكرني مبسوطة بتعبي ده وإني طول الوقت مش قادرة حتى أتحرك للمطبخ وكنت بعمل كل ده علشان إيه مستحملة علشان مين مش علشان ابننا يجي بالسلامة بعد ما أخيرا بقيت حامل!
صاح بها بعصبية _أنا زهقت من كل ده مبقتش مستحمل خلاص! إيه كنت لوحدك الحامل في الدنيا! أنا لازم ألاقي حل للوضع ده يريحني أنا مبقتش قادر!
ردت حنين بتوجس_ يعني إيه
رد محمد بحزم وملامح وجهه جدية _يعني أنا هتجوز !
وقفت حنين مشدوهة لدقائق عيناها شاخصتان في وجهها تحاول استيعاب ما سمعته.
كررت بعدم تصديق
 

تم نسخ الرابط