روايه رائعه بقلم الكاتبه ساره نبيل
المحتويات
من قلبي كفاية إن أرفع راسي وأبص للسما بحس ساعتها وكأني أمتلك العالم أجمع.. شكرا يا الله على ما منعت وما أعطيت.
بشكرك على كل النعم السما والهوا والشجر والبحر والزرع والورد .. وكل ما خلقت.
ولجت للمشتل وإلى الجزء الخاص بها وأرتدت مريول خاص فوق ملابسها وبدأت تباشر عملها بكل تفاني ونشاط وسط الزروع والورود مختلفة الألوان وتارة أخرى تنتقل بين شجر الفاكهة العضوية.
يفكر كيف أن يعوضها على ما فات من الأساس كيف يسامح نفسه على ما فعل!
يتذكر هذا اليوم الذي وقفت أمامه بعدما قرر إرسالها إلى العميد وشهد بسوء أخلاقها وأنها قامت بسړقة الإمتحان من مكتبه وثبت هذا عندما تم تفتيشها ووجد الإمتحان بحوزتها وصدق تلك الشائعات التي لا يعلم من أين خرجت بأنها كانت تحاول إغرائه.
لا يذهب عن عقله وقوفها أمامه بدموع متحجرة وقالت بنبرة غريبة يملؤها الثقة
افتكر شكلي كويس وأوعى تنساه يا دكتور وخليك فاكر إن هيجي يوم وهتندم.. هتندم أشد الندم على ظلمك ليا بس أنا ساعتها مش هبقى موجودة.
وعندما تم فحص كاميرات المراقبة التي كانت متوزعة بممرات الكلية تبينت الحقيقة اللاذعة والتي كانت بمثابة خنجر استقر بقلبه وصورتها بقت بربوع ذاكرته عاما خلف عام تطارده بأحلامه ويقظته.. دموعها التي كانت بمثابة حمم يتقلب بها طيلة تلك السنوات التي ظل يجوب ويدور بها للبحث عنها لكن كانت على وعدها في أنه لن يجدها.
تنحنح أمان وتسائل بجدية
من خلال نظرتكم عند حد فيكم إقتراحات لتطوير المشتل والمجموعة.
ظل الجميع يتناقش بأشياء عديدة والتزمت عهود الصمت إلى أن جاء دورها في الحديث.
تحدثت بعملية وهي تقدم ما لفت إنتباهها ولم يستطع أمان سوى الغوص بحبها أكثر
إحنا في موسم الصيف وزي ما إحنا عارفين فاكهة الصيف كتيرة ومفيدة .. حاليا الفاكهة إللي في السوق بالمعنى الحرفي متتاكلش كلها هرمونات ومبيدات حتى المبيدات ضغت على طعم الفاكهة نفسها ودا اتسبب في حالات ټسمم كتيرة الفاكهة والخضار العضوي غالي جدا غير أن أصلا مش متوفر وحتى بيتوفر لطبقة معينة من الناس.
دا شيء أنا ملاحظاه ومن ضمن أهدافي إللي نفسي أحققها.
كان إعجاب أمان يزداد كلما أكثرت من الحديث وتسائل بداخله أنها هي نفسها من أبعدها عن هذا المجال بسبب ظلمه وإفتراءه.
قال وهو يسحب أعينه بعيدا عنها
بالكاد
حقيقي فكرة ممتازة يا آنسة عهود وهنبدأ إن شاء الله نشتغل عليه وندرس الموضوع كويس.
شعرت بالخجل لإطرائه ورددت بصوت خفيض
العفو يا باشمهندس.
انصرف الجميع وخرجت عهود وقت الإستراحة وجلست على أحد المقاعد التي بين الورود وأخرجت من حقيبتها كوبها المعدني ذا اللون الأبيض والمنثور عليه ورود باللون الوردي.
أخذت ترتشف مشروب النسكافيه خاصتها بتلذذ وتحدث بداخلها
اعقلي يا عهود إنت هتخيبي ولا أيه .. ليه دايما بيداهم تفكيري بالطريقة دي ليه حاسه
حتى زمان عمري ما جربت الشعور ده أيوا كنت طايشة ومعرفش حاجة عن ديني ألا كلمة مسلمة إللي في البطاقة بس وكنت متحررة بس عمر ما كان ليا علاقة حب ولا في حياتي جربته وأخدت عهد على نفسي إن أعيش كل تجارب الحب مع حلالي وبس وإن محدش يستحقها ألا هو.
يارب متعلقش قلبي بإللي مش ليه واحمي قلبي واحفظه من الأوجاع.
قطع محادثتها مع نفسها مجيء رغدة ودينا واللتان جلستا بجانبها لتلكزها دينا وتقول
عاش من شافك يا عهود أيه يا بنتي معتزلنا ليه كدا.
مفيش والله يا دينا بس إنت عارفة بقى الفترة دي علشان تدريب ويدوب بخلص الشغل وأروح عالطول.
تحدثت رغدة قائلة فجأة
تعرفي يا عهود أنا بدأت اقتنع إن إللي إنت بتعمليه هو الصح إنك قافلة على نفسك ومش بتسمحي لحد يخترق محيطك .. حقيقي
متابعة القراءة