العمياء بقلم نورهان لبيب
المحتويات
أوجع قلب جاسر كثيرا إلا أن
غيرته العمياء قد جعلته يصر على الطبيبة ومنع أى
ذكر من الاقتراب منها.. ولكن حضور إحدى طبيبات
النساء والتوليد قد أنقذ الموقف فتم نقل مريم إلى
غرفة العمليات بينما ظل جاسر واقف فى الخارج يستمع إلى صړختها المتألمه والتى كانت تنحر فى
قلبه مثل الخڼجر ولكن قد نزل بكاء طفله على قلبه
وهدوء مريم كالمسكن ولكن عودتها للصړاخ مره أخرى قد افزعه فهو قد نسى إبنه الأخر ولكن صرخات مريم قد ذكرته بذلك وعاد الألم إلى قلبه
جاسر لن يخف او يهدئ حتى يرى مريم بعينه فتح
الباب وخرجت مريم وهى غافيه على السرير وخلفها
سريران للأطفال بهما أبنائهم اقترب جاسر من مريم
بسرعه وهتف فى خوف وهو يمرر يده على شعرها
يسأل الممرضه
جاسر هى عامله إيه طمنينى عليها ارجوكى
ابتسمت الممرضه بهدوء ثم قالتأطمن يا أستاذ مرات حضرتك بخير وكمان جابت ليك ولد وبنت
اطمئن جاسر على مريم.. دفعه غيرى بس مش مهم.. المهم أنهم
جم ونوروا حياتنا
ضحت مريم بقوه بعد أن فهمت ما يرمى إليه جاسر
فنظر لها وهو يضيق عينه
جاسر اضحكى اضحكى يا ختى.. كله هيجى على دماغك فى الآخر لما نيجى نخاوى العيال دى
صدمت مريم من حديثه فهتفت بقرار قطعى لا يقبل النقاش
مريمنخاوى مين أنت فكرك أنى هجيب عيال تانى ده أنا خلاص استويت
جاسر نبقى نشوف الكلام ده بعدين بس ساعتها كلامى
أنا إللى هيمشى يا قلبى
اتسعت عين مريم وكادت ان تتحدث إلا أن حديث مروان قد منعها والذى هتف بالمرح
مروانما تخلص يا خويا أنت وهى
وشوف هتسمى
العيال دى إيه
حمل جاسر طفلته بينما أخذت مريم الطفل فى احضانها بحنان وحب جارف فقال مازن بتسأول
مازنها هتسموهم إيه بقى
جاسرهسميها ياقوت عشان تبقى الجوهره الغاليه لأبوها وعيلتها زى ما كانت أمها ديمآ كده بالنسبه
ليا ولأى حد تانى
ابتسمت مريم بلطف وهى تنظر لجاسر بينما ترقرقت الدموع بعينها فنظر لها نظره فهمتها جيدآ
وهى ان هذه العيون لا يليق بها البكاء تنهدت ثم
نظرت إلى إبنها الغافى على يدها قالت بحب
شخصية فى الدنيا والحامى الوحيد للعيله دى
تنهد جاسر براحه من حديث مريم ثم أقترب من مريم واحتضنها هى وأطفاله بحب وحنان جارف
قد ملئ حياتهم طوال السنتان الماضيتان وسوف
يستمر الأمر لنهاية عمرهم فقد أحبوا بعضهم وجعلوا العشق يتغلغل إلى قلبهم فتحدوا الصعاب وقفوا بوجه الماضى الذى كان يقف حاجز بينهم
وسعاده ستدوم للنهايه بهم وبأبنائهم
الخاتمة
.
.
رواية زوجتي العمياء
بقلم نورهان لبيب
فى منزل مازن
كان مازن يجلس على طرف السرير وهو يرتدى بدله رسميه إستعداد لحفله يعدها جده احتفالا بمناقصه كبيره قد ربحتها الشركة مؤخرا وكان ينظر لفرح بملل التى كانت ترتدى فستان أسود وتجلس على الأرض ودموعها تنهمر بغزاره بينما تنظر للمرأه وهى تنظر إلى نفسها فى المرأه بذلك الثوب الذى يظهر بطنها البارز بوضوح فهى حامل فى أواخر الشهر السادس بينما اقترب منها مازن ينحنى فى مستواها وهو يتنهد فى هدوء على ذلك المشهد الذى يراه تقريبا
كل يوم وضع يده على كتفها وتحدث بهدوء
مازن بتنهيدهمالك يا قلبى فى إيه... إيه المزعلك كده يا روح قلبى من
جوه
نظرت فرح بأنفها المحمر وعينها المنتفخه من أثر البكاء وقالت له بتزمر
فرحياعنى انت مش شايف..بص يا خويا أنت عملت فى جسمى إيه.. خليتنى شبه البلونه مش لايق فيا حاجه..روح يا أخى منك لله ده أنا جسمى
كان الناس كلها بتتحاكى بيه
نظر لها مازن بزهول ثم تشدق بدهشه
مازنمنى لله..أنا يتقال ليا منى لله.. إيش حال كنتى
فرج وأنا واخدك وساكت.. كتمها فى صدرى وساكت لكن هنقول إيه زى القطط تاكلى وتنكرى
برقت فرح پغضب ثم تشدقت بحنق وهى تمسكه من تلابيبه
فرحمېت مره أقولك ما تجيبش سيرة الإسم ده تانى أنت فاهم ولا لأ بدل والله ما اطلع زرابينى وضيقتى عليك النهارده..ويا ريت تسبنى فى حاللى عشان أنا
بجد إللى فيا مكفينى
أنهت كلامها وهى تنتحب من البكاء مجددا.. مما جعل مازن يأخذها بين احضانه مجددا ويربت على ظهرها وهو يقول لها فى هدوء
مازنوالله يا حبيبتى أنتى زى القمر وبعدين إللى أنتى فيه ده طبيعى أنتى حامل ولازم تبقى كده بصى إيه رأيك اقوم انقيلك فستان على زوقى من إللى اشتريناهم سوى وأوعدك انه هيعجبك
نهض مازن وتوجه ناحية غرفة الملابس وظل يقلب فى الفساتين والملابس والتى كانت مخصصه للمرأه
الحامل وقد اشتراها مازن خصيصا لفرح حتى تريح
جسدها وتسهل حركتها فى تلك الفتره العصيبه ظل فى تقليبه فى الملابس حتى وقعت عينه على فستان
من اللون الأبيض من خامة الشيفون الثقيل والذى كان يضيق عند الصدر ومطرز بالترتر وحبيبات ماس
صغيره ورائعه ثم ينزل ب أتساع مريح للبطن وحركة
الجسد وملحق به كاب من نفس قماشة الشيفون الثقيلة وما ان رأته فرح حتى سحبته من يد مازن و
توجهت سريعا ناحية المرحاض حتى ترتديه وما ان
خرجت حتى برقت عين مازن بأعجاب واضح فهذه الغبيه تزداد جمالا يوما بعد يوم وليس كما تعتقد أنها اصبحت بشعه وسمينه بسبب ذلك الحمل فلو
عليه لكان جعلها هكذا دائما بذلك البطن المنتفخ الذى يزيدها برأه ولطافه تليق بها وحدها وذلك الثوب الذى يتناسب مع احمرار وجنتيها وزرقة عينها
التى تزداد بريقا لامعا خاطفا للأنفس كما اعتاد منها
دائما وذلك الثوب الأبيض جعله يتذكر لحظة الجنون التى عصفت به ذلك وجعلته يذهب إلى منزلها ويصرح لها بحبه بل واجبرها على الزواج منه أيضا
ظل يتأملها بذلك الفستان والذكريات تعصف به
فلاش باك
بعد أن فاق جاسر وأطمأن مازن على حالته خرج من
المشفى متوجه إلى بيت فرح وفى رأسه فكره واحده عازم على تنفيذها وليحدث ما يحدث فركب سيارته
وقادها بسرعة مچنونة حتى وصل إلى أسفل منزلها
توقف بسيارته وترجل منها ثم أخرج هاتفه وأتصل بها وما ان اتاه ردها حتى تحدث بصرامه أمرا قائلا
مازنخمس دقايق وتكونى قدامى ولو اتأخرتى ثانيه
هتلاقينى عندك فوق
أغلق فى وجهها مما جعلها تستشيط ڠضبا ولكنها أرتدت ملابسها ونزلت إليه فرأته واقف يستند على
سيارته ويضع نظارته السوداء التى زادته وسامه ولكنها تغاضت عن كل ذلك وتوجهت له وهى تكتف
يديها وتحدثه پغضب
فرحممكن أعرف إيه الطريقه إللى كلمتنى بيها دى حد قالك ان أنا جاريه عندك قبل كده عشان تؤمرنى
وأنا أنفذ إحنا مش فى الشركة هنا على فكره
زفر مازن بضيق ولكنه تجاهل كلامها وتحدث بهدوء
وتريث
مازنممكن تسيبك من الكلام إللى ملهوش لازمه كده وخلينا فى المهم.. ممكن بقى اسألك سؤال
فرح دون أن تلتفت له قائله بنزق
فرحاتفضل اسأل إللى أنت عايزه سمعاك
كتف مازن يديه أمام صدره ثم قال فى هدوء
مازنفرح هو أحنا هنفضل كده لحد أمتى
رفعت فرح كتفيها وضيقت عينها بتسأول
فرحكده إللى هو إزاى يعنى ممكن توضح أكتر بليز
تنهد مازن بحراره وقلة حيله ثم قال
مازنأقصد معركة القط والفار إللى بينا دى هتستمر لحد أمتى أنا بجد تعبت
فرح بحدة وهى تشير بأصبعها له
فرحوالله يا مازن بيه لعبة القط والفار إللى حضرتك بتقول عليها دى مش أنا إللى بدئتها لا ده أنت يبقى أنت إللى لازم تتحمل النتائج
زفر مازن بحزن ثم اقترب منها وأمسك كتفيها وقال
مازنوأنا ما كنتش أعرف إنك بالغباء ده يا دكتورة .. للدرجة دى مش فاهمه أنا عملت كده ليه.. أنا حطيت بنود وقوانين فى الصفقه دى ما حدش يقبلها
كل ده ليه ها ما سألتيش نفسك ولو لمره وحده مازن بيعمل كده ليه
نظرت فى عينه تبحث عن إجابة تتمنى ان تجدها ولكنها تخشى ان تنجرف خلف قلبها المسكين فتخسر نفسها وتغرقها فى مشاعر الحزن والكأبه
من جديد فأزحت يده وقالت بهدوء حزين
فرحما عرفش يا مازن ومش عايزه أعرف ارجوك سبنى فى حالى بقى
كادت تمشى ولكن مازن قبض على يدها وأقفها ثم
وضع يده على كتفيها وقال بجديه وصرامه
مازنفرح أنا بحبك لا أنا مش بس بحبك لا ده أنا بعشقك بمۏت فيكى.. ها قولتى إيه يا فرح موافقه
تكونى حبيبتى ومراتى وأم عيالى
ارتبكت فرح وأخفضت رأسها للأسفل وقالت له متحدثه فى خجل ويخرج صوتها فى خفوت
فرحموفقه
ضيق مازن بين الملائكى وبريق عينها الزرقاء أنتهت خبيرة التجميل من وضع آخر اللمسات ثم طلبت من فرح ان تذهب
لغرفة الملابس لأرتداء الفستان الخاص بها دخلت فرح لغرفة للملابس وأغلقتها عليها حتى مرت عدة
دقائق وخرجت بفستانها الأبيض الذى كان بلا أكمام
ويضيق من عند الصدر حتى نهاية الوسط الذى كان ملصع بالماس فيعطى هذه القطعه لون قريب من
الفضى ثم ينزل بأنتفاخ من قماش التل شديد البياض الذى اعطاه بساطه ورونق خاص
ثم قامت خبيرة التجميل بوضع الطرحة الطويله المصنوعه من التل على رأسها مما أكمل طلتها البهية أقتربت منها مريم التى تأملتها بأعجاب واضح
ثم قبلت فرح على وجنتها وهتفت بسعادة وعينها
الرماديه تبرق بلمعه خاصة
مريمليه حق مازن يبقى مچنون بيكى ويحبك الحب ده كله.. بس مع ذلك حابه اقولك على حاجة
مازن ده مش بس أخويا الكبير لا ده أبويا وأخويا وكل
حاجه ليا ما أحبش حد يزعله ارجوكى كفايه أنه خسر أمه مرتين ومع ذلك حاول يبقى صلب عشانى أنا ومروان خاصة بعد إللى حصلى كنا صغيرين وقتها وهو شال مسئوليه بدرى قوى فخلى بالك منه ولما تلاقيه زعلان افضلى جمبه وخليكى فى ضهره حتى لو هو طلب منك تسيبيه وتمشى افضلى جمبه هو هيبقى محتاجك بس بيكابر وأرجوكى أوعى تعصبيه
لأن عصبيته وحشه اوى
تنهدت فرح ثم تحدثت قائله بحب وهدوء
فرحما تخفيش عليه مازن هيبقى فى عينى لأنه حبيبى وروحى من جوه
مريم بأطمئنانوأنا متأكدة أنه هيكون فى ايد أمينه يلا بقى عشان الأستاذ زمانه هيفرقع من كتر الأنتظار
وبصراحة أنا مش ضمنه يعمل ايه هههههههه
فتحت مريم باب لأخيها الذى كان يرتدى بدله سوداء ويضع ببيونه سوداء حول عنقه فكان فى غاية
الجاذبيه والوسامه امسكته مريم من يده تجذبه هاتفه فى سعاده
مريم تعالى يا عريس شوف عروستك قمرايه إزاى
أبتسم مازن لشقيقته ثم تقدم ببطئ اتجاه فرح ثم أمسك يدها الصغيره
ورفعها يلثمها بفمه ثم تشدق
بوله ولوعه اعجاب بها
مازنبدر منور فى يوم اكتماله.. بس تعرفى ما كنتش متوقع إنك تطلعى بالحلاوة دى يا فرج
اعتلى الڠضب والحده وجه فرح ثم ضړبته على كتفه بقوه مما جعله يتأوه پألم ثم استدارت متوجهه
إلى الداخل وهى تهتف
فرحطالما أنا فرج شوف مين هينزل معاك الفرح النهارده يا مازن بيه
امسكها من يدها
متابعة القراءة