روايه كامله للكاتبه ملك ابراهيم
المحتويات
شهد خمس دقايق واكون عندكم
شهد قفلت التليفون وهي بتبتسم بسعادة ومامتها بصتلها بقوة وسألتها هي ايه الحكاية يا شهد
شهد اتكسفت من مامتها وقالت مفيش حكايه يا ماما زياد قال خمس دقايق ويكون هنا يلا عشان منتأخرش علي فريدة
مامتها بصتلها وقالت ماشي يا شهد بس أنا لسه ليا كلام معاكي
شهد سبقت مامتها وخرجت من البيت بسرعه ومامتها خرجت وراها
عند فريدة وهي مع والدها في العربية
فريدة كانت شاردة في كل اللي مرت بيه في حياتها وبيت عمها وبيت الراوي اتعلمت كتير الفترة الأخيرة وحاجات كتير جواها اتغيرت باباها كان قاعد جنبها وبيراجع
شغله علي اللاب وكان واضح انه مشغول ومش حاسس بالصراع اللي جواها كان جواها صوت عالي بيقولها خليكي هنا متسافريش وتسيبي بلدك والناس اللي بتحبك وصوت اعلى بيقولها لازم تسافري لازم تبعدي وتبدئي من جديد وتنجحي وتكوني فريدة تانيه غير اللي الكل يعرفها
نزلت من العربيه وهي حاسه بۏجع في قلبها فراق الوطن والاحباب صعب
قبل ما تدخل المطار سمعت صوت شهد بتنادي عليها وهي بتجري ولفت فريدة بجسمها كله تدور على الصوت وتتأكد اذا كان حقيقه ولا حلم وشافت شهد فعلا قدامها وبتجري عليها وفاتحه دارعها
شهد پبكاء انا اسفه يا فريدة انا كنت غلطانه سامحيني
فريدة هي كمان حضنتها بقوة وقالتلها وحشتيني اوي يا طنط
بعدت عنها سميحة وقالت لها بتحذير مش عايزة اسمع منك كلمة طنط دي تاني ابدا قوليلي يا ماما ماما وبس
وبكت سميحة وقالتلها كده يا فريدة عايزة تسافري وټحرقي قلبي عليكي!
فريدة پبكاء اكيد هيجي يوم وارجعلكم تاني
فريدة سكتت بحزن وزياد قرب منها وهو بيبصلها ويبتسم وقال حمدلله على السلامه يا فريدة
فريدة ابتسمت وسلمت عليه زياد ايه المفاجأة الحلوة دي وفين تيام
زياد بهدوء تيام في البيت نايم انا جيت مع شهد وطنط
فريدة بصت ل شهد وشافت لامعه غريبه في عينيها وسعادة كبيرة وهي بتبص ل زياد وفهمت من نظرات شهد انها بتحب زياد وابتسمت فريدة على نفسها لما عرفت سبب تغير شهد معاها في اخر فترة واكيد كانت فاكرة انها هتخطف زياد منها!
فريدة كانت واقفه وواضح انها مستنيه حد كانت مستنيه تشوفه قبل ما تسافر وهمست لنفسها واضح ان سفري مش فارق معاه ربنا يهنيه مع مها أكيد بدأ حياته معاها ونسيني خلاص
سلمت على مرات عمها وشهد وزياد وودعتهم بدموع وحزن
ركبت الطيارة وهي بتودع البلد إللي اتولدت واتربت فيها وبدأت بسم الله مع بداية حياة جديدة
الطياره اتحركت من المطار وفريدة كان جواها خوف وانتهى مع استقرار الطيارة في الجو بصت على والدها جمبها لقته غمض عينيه ونام وكل شخص من اللي معاها في الطيارة كان قاعد مشغول بنفسه وهي قاعده لوحدها وتعبت من كتر التفكير في اللي جاي طلبت من المضيفه قلم و مذكرة صغيرة تكتب فيها وتسلي وقتها وبدأت تكتب كل اللي حاسه بيه علي الورق
بدأت بسم الله الرحمن الرحيم
انا فريدة ودي بداية حياتي الجديدة بدأت من اول ما الطيارة اتحركت من المطار من اللحظة دي هكتب كل حاجة تحصل معايا عشان تكون ذكرى ليا بعد ما احقق اللي جيت هنا عشانه
الرحلة انتهت على خير ووصلنا البلد اللي بابا عايش فيها اول لما خرجت من المطار وقفت ابص حواليا بستغراب يالله نفس السما ونفس الشمس ونفس السحاب نفس الارض ونفس كل حاجة الدنيا هي الدنيا في كل البلاد بس اللي متغير فيها الناس والعادات ولغة الكلام
الناس هنا سريعة ودايما بيبصوا في
الساعه وقتهم غالي ومشاعرهم بارده بابا وسطهم كان شبهم وانا اللي كنت حاسه نفسي غريبه وسطهم بس كنت بطمن نفسي وبقول بكره هتعلم واتعود اكون زيهم بيت بابا كان حلو لكنه بيت بارد خالي من المشاعر الجميلة والدفئ اللي في بيت العيلة من اول يوم ومصر وأهلها وحشوني وكنت بسأل نفسي ياتري بيفكروا فيا دلوقتي ولا كل واحد فيهم بدأ حياته من تاني ونسيوا فريدة
الايام كانت بتجري وبدأت الدراسة وروحت الجامعة اكمل دراستي كل حاجة كانت بتحصل حواليا كانت غريبه بس كنت بحاول اتعود بابا كان طول الوقت مشغول وشغله واخد كل وقته وتقريبا مكنتش بشوفه غير ساعات قليله جدا افتكرت نصيحة مصطفي ليا وبدأت اهتم بمستقبلي واستثمر وقتي في التعليم والمعرفه وكنت باخد كورسات في مجالات كتير ومش بضيع لحظة واحدة من وقتي التعليم والمعرفة كانوا بيجذبوني اني اتعلم وافهم اكتر كنت بستغرب نفسي وانا ببحث عن الكتب واشتريها وانام وانا بقرأ والكتاب في حضڼي كنت كل يوم بتغير وافكاري بتتغير وبتعلم حاجات كتير الجامعة مبقتش بالنسبه ليا مكان بضيع فيه وقتي زي زمان ومجرد شهادة تبقي معايا كنت ببص علي كل زمايلي واسأل نفسي ايه اللي اقدر اكون مميزة به وسطهم كنت ببحث جوايا طول الوقت عن مميزات وهوايات اكون بيها مميزة كنت حاسه اني بكتشف نفسي من جديد وانا بتعلم وانجح والعلم والنجاح بقوا هما كل حياتي كونت صداقات كتير وكنت بساعد زمايلي في حل مشاكلهم وعرفت قيمة انك تكون انسان ناضج تنفع اكتر ما تضر
الايام كانت بتعدي والسنين وكنت دايما بكلم طنط ام مصطفي اطمن عليها وبكلم هنادي وفرحت لما قالتلي انها حامل وهتخلف بنت والحاجة عايزة تسمي البنت فريدة ومصطفي كمان اوقات كتير كنت بكلمه واحكيله انا وصلت لايه واتعلمت ايه وبقيت بفكر في مستقبلي ازاي وكان دايما بيشجعني وكنت دايما علي تواصل مع شهد بنت عمي وعرفت منها سبب تغيرها معايا اخر فترة قبل ما اتخطف وكان السبب حبها ل زياد اللي بقى دلوقتي بيبادلها نفس المشاعر وبيجهزوا عشان يكون في بينهم ارتباط رسمي وطنط سميحة كنت دايما بكلمها اطمن عليها ومش هنكر ان اوقات كتير كنت ببقى عايزة اكلم كامل او اسأل عليه بس كنت بخاف اسأل لانه اكيد اتجوز مها دلوقتي وعايش حياة سعيدة معاها
بعد سنتين في الغربه خلصت دراستي واخدت الشهادة الجامعيه وخلال فترة الدراسة اخدت كورسات في مجالات كتير تفيدني في حياتي المهنيه وعرفت قيمة الوقت اللي ضيعته زمان في حاجات ملهاش اي قيمة وعرفت ان العلم هو الحاجة الوحيدة إللي مش خسارة تضيع فيه اي وقت
اثناء الدراسة كنت مشهورة جدا بين زملائي في الجامعه بمساعدتهم في حل مشاكلهم النفسيه وبعد التخرج فتحت مكان خاص بيا وكان بيجيلي ناس من جميع الفئات عشان أساعدهم في حل مشاكلهم النفسيه وفي فترة قليله جدا اتشهرت في المجال ده واتواصل معايا دكتور من الجامعه بيملك دار نشر وطباعه واتفاجأت لما طلب يقابلني وكان محتفظ بموضوع انا كنت كتباه وقت الدراسه وطلب مني احول الموضوع ده ل كتاب ويكون له نفس الهدف واتعاقد معايا على طباعة ونشر الكتاب وتوزيعه في جميع انحاء العالم الغريب ان الموضوع ده كنت كاتبه فيه كل المواقف اللي اتعرضت ليها في حياتي وإزاي المواقف دي غيرت حياتي وشخصيتي
بالنسبه ليا كانت فرصة كبيرة اني اتعاقد مع دار نشر كبيرة ومشهورة
وانا لسه خريجة وكنت خاېفه من اول خطوة في حياتي المهنية لكني عملت كل اللي عليا وربنا وفقني والكتاب اتنشر وحقق نجاح كبير في كل الدول وجالي دعوة لحضور تكريم ليا علي الكتاب في مصر متخيلين البنت الدلوعه اللي كانت حياتها فاضيه ودايما مشاكل بقت بتساعد الناس وتعلمهم ازاي يحلو مشاكلهم وكمان يتنشر ليا كتاب وينجح وبلدي تكرمني
كنت متحمسه جدا ارجع مصر بعد كل اللي وصلتله ومصر واهلها وحشوني وكان نفسي يشوفوني بعد النجاح إللي حققته
ارسلت دعوات لحفلة التكريم ل بيت الراوي ول بيت عمي وطلبت منهم اهمية الحضور
وصلت مصر يوم التكريم الصبح وكنت حاجزة جناح في اوتيل ومعرفتش حد ميعاد وصولي كان هدفي انهم اول مرة يشوفوني فيها بعد سنتين اكون بتكرم على نجاحي عشان افرحهم بيا وبكل اللي وصلتله
في حفلة التكريم كانت القاعة مليانه ناس كتير ومصطفى والحاجة وحامد وهنادي ومرات عمي سميحة وشهد وزياد وتيام كانوا قاعدين كلهم في اول صف
اول لما دخلت القاعة شوفتهم وهما اتفاجئوا لما شافوني لاني اتغيرت كتير في استيل لبسي وشكلي وطريقة مشيتي وكلامي وبقيت واحدة تانيه غير البنت الشقية المجنونه اللي يعرفوها وقفوا يصقفوا مع كل الموجودين وانا دورت علي كامل وسطهم وزي ما توقعت مجاش! طول السنتين مكلمنيش ولا مرة وكنت بعرف من بابا انه بيكلمه دايما ويسأل عليا ويعرف اخباري منه بس مكنتش فاهمة هو ليه مختفي ومفكرش يكلمني ولا مرة واحدة يسأل عليا
شوفت نظرات الفخر في عيونهم وده اللي كنت بتمنى اشوفه
الحفلة ابتدت وكان في ادباء ومفكرين حاضرين وأساتذة ليا في الجامعة وزمايلي اللي كانوا معايا في الجامعة كانوا موجودين والحضور كتير جدا وطلبوا مني اكلمهم عن الكتاب بتاعي
وقفت وانا ماسكه اول نسخة من كتابي وبدأت اتكلم وانا ببتسم وقولت
فريدة كتابي بعنوان تاني حب عنوان الكتاب كان غامض وكتير مش فاهمين مين هو تاني حب كتير كانوا فاكرين انه مجرد قصة رومانسيه بتتكلم عن تاني حب للابطال والبطل يظلم البطله ويعذبها وبعدين يسيبها وهي تقابل بطل بعده وتعيش معاه تاني حب ويعوضها عن حبها الاول لحظة واحدة ممكن تركزوا معايا من فضلكم بالنسبه ليا اول حب هو حبك لنفسك ليه يكون اول حب في حياتك لشخص تاني ياخد منك اهتمامك وافكارك ووقتك وتبقى طول الوقت مشغول بيه هو راح فين هو عمل ايه هو مضايق هو حزين هو فرحان وتبقى طول الليل والنهار مشغول بيه ومضيع وقتك كله في التفكير فيه وازاي ترضيه وتصالحه وتعمل مجهود جبار عشان تحافظ على الحب ده!!
ليه الحب الاول ده ميبقاش ليك انت انت من حقك تحب نفسك اول حب الاهتمام والتفكير كله يكون فيك انت في مستقبلك في طموحك في
متابعة القراءة