قصه بقلم علياء عبد الصبور

موقع أيام نيوز

في حياتي
خلص الجروب .. كل اللي عنده سؤال جانبي سأله لمروان .. كان بيجاوب بسرعة وبدون تركيز.. خاېف تمشي من غير ما ياخد انطباعها.. ومش عارف حتى ينده عليها.. أصله لحد اللحظة دي ما يعرفش اسمها.
من قواعد الجروب إن كل واحد يعرف نفسه في البداية.. بس لانه بدأ متأخر ما كانش فيه وقت يعرفوا نفسهم.. ومن قواعد الجروب إن اللي يتكلم يبدأ بالتعريف بنفسه.. بس لما يحكي مش لما يمتن.. وهي ما حكيتش.
وقفت على جنب.. مترددة تعمل اية.. الصح انها تمشي ولا الصح انها ترجع معاه زي ما جت معاه.. طريقها وطريقه واحد.. بس مش دايما اللي طريقهم واحد لازم يمشوه مع بعض.. فكرت تمشي.. بس إحساسها قالها ما تمشيش وتسبيه.. يمكن لو كان إحساسها ما قلهاش.. كانت الأمور هتبقى أسهل.. وما كنتش هتسيبه.. لأن وقتها كان الموضوع كله هيكون من باب المساعدة لإنسان محتاج مساعدة.. بعيد عن أي مشاعر.. غير مشاعر الرحمة.. لكن واضح إن معاه المشاعر متداخله.. الاحساس اللي مسيطر عليها انها ما ينفعش تمشي.. احساس سببه شخص مش سببه موقف.. لما وصلته وهما جايين كان من باب التعاطف.. لكن الغريبة إن الوضع دلوقتي مختلف.. هي عايزة توصله علشانه
مش علشان متعاطفة معاه.
بعد تردد فكرت تمشي ورا إحساسها.. لأن حتى من منظور العقل.. مش هتخسر حاجة لو خدته في طريقها.
بس صوت قوي جواها قالها _ طيب ومن منظور الدين والصح والغلط الرضع اية.. نيتك مش نفس النية اللي كنتي جاية بيها.. وربنا بيحاسب عن النوايا.. ما ينفعش توصليه.
وقررت بعد كل التردد .. تمشي ورا الصوت الأخير.. بس على الأقل هتنستنى تشكره وتطمن إن حد هيساعده إنه يرجع.
قربت منه بعد ما كل اللي موجودين مشيوا.. واللي كان أخرهم بهاء.. بعد ما سأله هتروح ازاي وعرض يعمل إذن من المستشفى ويجي معاه يوصله ويرجع.. طمنه إنه هيروح في تاكسي زي ما جه.. فكر إن حتى لو هي
مشيت فهو هيعتمد على نفسه ويروح لوحده زي ما كان مرتب من الأول.
بعد فشل بهاء إنه يقنعه يوصله قاله _
_ خلاص يا سيدي هخرج معاك أوقفلك تاكسي على الأقل 
شكرا يا بهاء.. ما تقلقش مش اول مرة اجي واروح لوحدي... عملتها مرتين قبل كدة.. عايز أتعود أعتمد على نفسي أكتر 
الټفت بهاء لمحها.. ابتسم ابتسامة فيها مكر وقال _
_ انت متأكد انك هتمشي لوحدك
ايوة يا عم متأكد
_ طيب يا استاذ.. ابقي طمني لما توصل.. هسيبك دلوقتي علشان عندي شغل
كان خلاص فقد الأمل أنها تكون مستنياه.. ويادوب هيقوم من مكانه.. سمع صوتها اللي حفظه _
_ أنا عايزة اشكرك بجد على انك عرفتني على الجروب.
ابتسم وقال
_ افتكرتك مشيتي
مستنية اشكرك
_ أي خدمة.. بس لازم مقابل للخدمة دي
اتفضل طبعا
_ خديني في طريقك.. وأوعدك.. مش هقول اي حاجة طول الطريق.
ليه بتقول كدة
_ علشان متأكد إنك بتفكري تمشي
عرفت منين
_ إحساسي بيقول كدة
وبعد ما كانت مقرره تسيبه.. رجعت في كلامها مع أول كلمة ليه _
لا احساسك غلط.. خدني انت في طريقك.. بس بشرط واحد
_ شرط اية
أنا اللي هدفع فلوس التاكسي
_ هو انتي اسمك اية
مريم
_ مستعد اسيبك تدفعي فلوس التاكسي.. بس بشرط واحد يا مريم 
اية هو 
_ هقولك اول ما نوصل 
اتفقنا
خرجوا من المستشفى ووقفوا تاكسي.. تعمد إنه يركب جنب السواق.. كان متأكد إنها خاېفة بعد حكايات الجروب انه يفهمها غلط.. وكان شايف كمان إنه أڨور في طريقته معاها من البداية.. في النهاية هو اجنبي عنها.. وما ينفعش ابدا يتباسط في الكلام معاها بالشكل ده .. بس يمكن الراحة اللي حس بيها ناحيتها.. خلته حس إنه يعرفها من زمان.. وطبيعته المرحة غلبت عليه .. بس برضوا مش لازم لما نضعف نكمل للنهاية.. تدارك الخطأ من البداية بيعنا إننا ما نتماداش فيه .. كل كلمة بيقولها لأي بنت في الجروب بيكون مقصدها دعم.. وأي دعابة بيكون وراها حكمة.. لكن معاها كان الوضع مختلف.. ازاي مش عارف.. وليه مش عارف.. والمفروض يعمل اية برضوا مش عارف.. الحاجة الوحيدة اللي كان عارفها.. إنه لازم يقفل على نفسه باب الفتن.. وصوتها للأسف كان بالنسباله فتنة.
هي كمان كانت أفكارها كلها عن ازاي شايفها دلوقتي.. وهل كونها وافقت توصله هيفهمها غلط.. وليه وافقت توصله أصلا بعد ما اخدت قرار انها مش هتعمل كدة.. وايةسبب الراحة الغريبة اللي حساها تجاهه.. وازاي اتكلمت معاه كدة من غير ما تكون تعرفه.. وازاي كل كلمة قالها اتحفرت جواها كدة.
اما هو فبعد كل الأفكار اللي جت في دماغه.. سيطرت عليه فكرة واحدة أنه عايزها تكون مش أجنبية عنه.. أكيد مش بيحبها بس حاسس براحة ما حسش بيها من ساعة ما ساب خطيبته.. صوت جواه سأله معقول بتفكر ترتبط.. رد عليه صوت أعلى لأ استحالة أكيد مش هتفكر ترتبط.. رد عليه الصوت التاني لا ينفع ترتبط.. بس هي ترضى..
تم نسخ الرابط