قصه بقلم علياء عبد الصبور
المحتويات
دكتور .. وعارف كمان إن شعرك أصفر.
ضحك ضحكة عاليه ورد
_ ما تبالغش يا بهاء.. عنيا مدارية بالنضارة.. بس كل الناس شايفة شعري.
ضحك كل الموجودين.. فكمل
_ عذرتها.. حقها تخاف تكمل حياتها مع حد هيبقى عبء وحتى ملامح مستقبله ما بقيتش واضحة.
سكت للثانية وكمل _
_صدمة انك تتحول من دكتور ناجح وشاب كله مرح وإقبال على الحياة لشخص عاجز.. ما تقدرش تتحرك إلا بمساعدة.. ما تعرفش تفرق انت بالليل ولا بالنهار.. الضلمة وحشة.. والعجز أوحش.. بس برضوا اختيارات ربنا خير.. وزي ما راح مني البصر فأنا لسة عندي البصيرة.. كنت بقول لنفسي كدة.. بس برضوا انا في الاخر بشړ.. كان لازم تعدي عليا فترة احس فيها إن الأرض اتهزت من تحت رجلي.. كان حقي أخاف.
صدقت اني ما نفعش في أي حاجة ولا أنفع لأي حد.
دمعت عنيها.. هي وناس من الموجودين
كمل كلام _
لحد ما في يوم والدي قعد معايا.. وقالي كلام كتير مش فاكرة كله.. بس مضمونه.. إن الحياة لازم تستمر.. وإن كل اللي حصل ده ابتلاء صبري عليه هيخليني في مكانة أفضل عند ربنا.. كنت مقتنع بكل كلمة بيقولها.. بس مش عارف المفروض اعمل ايه.. طلب مني اقعد افكر مع نفسي واعمل خطة بديلة لحياتي.. مش هينفع تشتغل في الطب شوف حاجة تانية بتحبها وشوف نتعلمها ازاي ونستغلها ازاي.. مش
وقد كان.. بدأت اقعد اكلم نفسي كتير وادعي ربنا يدلني.. لحد ما وصلت لشوية حاجات بحب اعملها وكان الشغل والمذاكرة طول الوقت شاغلني عنهم.. والفرصة جت إني أعمل كل الحاجات دي.. بدأت ارجع للصلاة في المسجد وانتظم في حلقات حفظ القرآن.. وبدأت أقرأ كتير في علم النفس وتطوير الذات وأخد دورات متخصصة.. ورجعت اكتب.. الكتابة كانت بالنسبالي ملاذ آمن طول الوقت.. لكن مع زحمة الحياة نسيت اني بعرف اكتب أو اني بحب الكتابة.. عملت بيدج على وبدأت اكتب عليها بمساعدة اخواتي.
سنة تقريبا بذاكر وبعمل كل حاجة من البيت.. ما عدا الصلوات وحلقات القرآن وخروجات بسيطة مع أهلي.. لحد ما بقي عندي الجرأة.. إني أواجه العالم.. وأقول لأي حد.. ايوة أنا كفيف.. بس مش عاجز.
صقفت أوي وكأنها
نسيت اللي موجودين
_ حاليا بشتغل في اكتر من مركز تدريب وبعمل جروبات دعم نفسي تطوعية.. زي اللي احنا فيها هنا.. وعلى فكرة دي المستشفى اللي رفضوا اني أكمل معاهم أول ما تعبت.. ولحسن حظي إن فيها قسم نفسي.. ورحبوا بفكرة جروبات الدعم اللي تطوعت اني اعملها.
الجروبات دي بالنسبالي حياة.. بستنى من الأسبوع للأسبوع ميعادها.
_ أنتوا عارفين.. أنا النهاردة جازفت وجيت لوحدي لأن مواعيد اهلي كانت النهاردة مش مناسبة لميعاد الجروب لظروف خارجة عن إرادتهم
وعارفين كمان
_ أنا كنت هتخطف
بص للحظة ناحية الصوت اللي وصله منه صقفة وكمل
_ أو يمكن اتخطفت.
بصت للي حواليها بخجل وكأن كلهم فهموا إن هي اللي مقصودة من هزاره ورجعت بصت للأرض.
_ بعد الشړ عنك يا دكتور.. مين اللي يقدر يخطفك ده انت بتشوف احسن مننا كلنا قلبك مرايتك
ابتسم وقال _
_ بهزر يا رمضان انت ما بتهزرش
وكمل
_ أي حد عنده تعقيب كلنا هنسمع ولو ما فيش تعقيب عايزين حد مستعد يحكلنا شوية يحكي.
ردت بنت من الموجودين وقالت _
_للمرة الخامسة يمكن بسمع قصتك يا دكتور وعمري ما بمل
كل مرة حكايتك بتلمس حاجة جديدة جوايا.. مع انها نفس القصة بس مش عارفة ليه كل مرة بسمعها بشكل جديد نفسي ابقي قوية زيك.
رد ببساطة _
مين قال إنك مش قوية زي أنت بس محتاجة تساعدي نفسك واتمنى يكون عندك الرغبة النهاردة انك تتكلمي واحنا اللي نسمعك.
_ النهاردة مستعدة عايزة أتكلم وافضفض ومش مهم أي حاجة بعدها.
_ كلنا سامعين يا داليا وتأكدي إنك لما تتكلمي هتستريحي.
نفس عميق أخدته وبصوت مخڼوق حكت _
_ أنا داليا عندي ٢٠ سنة مشكلتي هي والدي أب قاسې ولا يمت للأبوة بصلة حطمني بكل ما تحمل الكلمة من معاني عمره ما قالي كلمة حلوة كلمته اللي دايما بيقولها البنت عار ولسوء حظي اني طلعت بنت.. بنت وسط أربع ولاد.. أنا اشطر واحدة فيهم.. لأني ما كنش عندي حاجة احط فيها همي غير المذاكرة.. بابا كان دايما يقولي انتي خدامة البنت أصلا اتخلقت علشان الخدمة .. كنت أعيط واقوله
متابعة القراءة