قصه بقلم علياء عبد الصبور

موقع أيام نيوز

لبعيد.. قوليلي بس شكلها اية وانا هحكيلك اللي حصل
قمحوية .. وملامحها هادية.. مش جميلة أوي.. بس وشها مريح.. وطولها متوسط.. ممكن
طول اختك كدة.. اية الحكاية بقى يا عم مروان
_ سبيني اغير هدومي وأصلي المغرب قبل العشا وهقولك.
وصلت مريم بيتها.. كانت مبسوطة.. مبسوطة أوي.. كانت خارجة من البيت بإحساس.. ورجعت بإحساس تاني.. سلمت على باباها ومامتها ودخلت غيرت هدومها وصلت المغرب وخرجت لقيت باباها قاعد
_ اية يا مريومة.. اية موضوع الجروب بقى اللى لغيتي خروجة اصحابك علشانه.. استغربت لما بعتي تقوليلي انك هتلغي الخروجة وتحضري جروب
حكت لباباها اللي حصل باختصار .. متعودة ما تكذبش.. وطالما سألها يبقى لازم تجاوب
قلقت من رد فعله بس فاجأها رده 
_ برافو انك ساعدتيه.. ربنا يحفظك ويديم عليكي قلبك.. بس لو حصل الموقف ده تاني نخلي مساعدتنا احنا أخر الحلول.. بمعنى.. لو لقينا راجل يساعد يبقى أفضل.. لأنه رغم أنه كفيف.. بس برضوا راجل غريب.
معاك حق يا بابا.. هاخد بالي لو اتكرر موقف زي ده
_ اتغديتي
شوية كدة وهاكل
_ ماشي وانا هقوم أشوف ماما بتعمل اية.
باباها كان دايما سرها ومعلمها.. ثقته فيها وتوجيهها باين كانت بتخليها ما تخبيش حاجة عليه وتكون حريصة ما تعملش حاجة تتعارض مع اللي رباها عليه.. واللي زرعه فيها كان طول الوقت هو اللي بيحصده.. بتحب مامتها بس باباها هو الأقرب لقلبها.. طول عمره كان صاحبها.. من كتر حبها فيه نفسها تتجوز واحد زيه ويمكن ده السبب اللي خلاها ما تتجوزش لحد دلوقتي.
دخلت أوضتها .. طلعت كشكولها اللي بتكتب فيه يوميا ملخص للي حصل على مدار اليوم .. صندوقها الأسود اللي فيه كل حاجة عنها من أول ما اتعلمت الكتابة.
وكانت أول جملة كتبتها النهاردة كان يوم من أحلى أيام حياتي 
كتبت كل مشاعرها وكل اللي حصل ونهت اللي كتبته بسؤالين هو المرة الجاية هينفع اروح الجروب وهل لو روحت .. هروح علشان فعلا الجروب عجبني ولا هروح علشان دكتور الجروب
قفلت كشكولها وقالت ما فيش غير الاستخارة.
_ ها يا مروان... مش هتحكيلي اية اللي حصل النهاردة
هحكيلك يا ماما وأنا ليا غيرك أحكيله
حكى اللي حصل بالظبط وقال في الاخر
_ عارفة يا ماما.. أنا مستغرب الراحة اللي حاسسها ناحيتها.. وخاېف جدا انها ما تجيش المرة الجاية
هتيجي ما تخافش
_ متأكدة أوي كدة ليه
_ هي حكت
_ لا ما حكتش
يا حبيبي اي حد بيحضر الجروب بتاعك.. ما بيبطلش يجي إلا أما يحكي علشان يسمعك .. وطالما هي ما حكيتش يبقى هتيجي
ضحك ضحكة خفيفة وقال
_ ثقتك فيا دي يا ماما.. هتوديني في داهية
بعد الشړ عنك يا نور عيني... ربنا يحفظك ليا يا مروان.. بس قولي
_ ناوي على أية لو جت
مش عارف يا ماما.. المهم تيجي
_ إن شاء الله هتيجي
انا مش عارف يا ماما انا عامل كدة ليه.. مستغرب نفسي أوي.. شكلها مراهقة متأخرة
_ لا مش مراهقة.. هي احيانا بتيجي كدة... فيه ناس بنقابلهم بنحس بأنهم قريبين أوي مننا.. حتى من غير ما يتكلموا.. والاحساس ده هو اللي بيخلينا ناخد خطوة بعدها.. بس طبعا عايزة افكرك.. احنا لسة ما تعرفش حاجة عنها
انا فاهم يا ماما.. بس مش عارف اية اللى المفروض يتعمل
_ نسألها المرة الجاية عن حبة حاجات ولو مش مرتبطة.. ندخل البيت من باباه
ممكن ما توافقش بظروفي.. وحتى لو وافقت خاېف أظلمها معايا 
_ اللي هتكون من نصيبك يا مروان هتكون امها دعيالها يا بني.. ما فيش شباب كتير زيك اليومين دول والله.. أدب وأخلاق وعلم.. كفاية انك حافظ كتاب الله.. وفوق كل ده زي القمر
ما هو القرد في عين امه غزال.. خمس دقايق وهتقولي.. الباز أفندي.. ده عريس
أنا بذات نفسي اتمناه
ضحكت وقالت 
_ لا والله ما عشان إبني .. دي كلمة حق وقليلة عليك يا حبيبي
ربنا يخليكي ليا يا ماما
_ ويخليك ليا يا حبيبي
عدى الأسبوع ببطء .. وجه ميعاد الجروب.. وصل قبل الميعاد بحوالي عشر دقايق.. كان معظم الناس موجودين.. وكانت مامته معاه.. سألها أول ما وصلوا لأول الجنينة 
_
ها.. جت يا ماما
أيوة جت
وقبل ما يرد قالت 
_ صراحة مش شايفة أوي.
طول الأسبوع ومريم بتفكر.. تروح ولا ما تروحش.. الجروب عاجبها فعلا ونفسها تحضره.. بس هي صادقة
مع نفسها.. السبب الأقوى اللي عايزة تروح عشانه هو مروان.
صلت استخارة.. وفكرت كتير ومش عارفة توصل لقرار.
وفي يوم الجروب جابت ورقة وقلم واتكلمت مع نفسها كأنها بتكلم واحدة صاحبتها.. طريقة اتعلمتها بتساعدها تاخد قرار.. اتكسفت تاخد رأي باباها أو مامتها.. ما هو مش هينفع تروح تقولهم إن اللي مخليها مترددة انها شايفة انها عايزة تروح علشانه.. الحل في الورقة والقلم.. سؤال وجواب لحد ما توصل لقرار.. تسأل نفسها وتجاوب 
_ ليه يا مريم عايزة تروحي الجروب 
بصراحة عايزة أشوفه
_ تشوفيه ليه 
مش عارفة
_ مشدوداله 
حاسة انه محتاجلي
_ ومين قالك انه محتاجلك
قلبي
_ من أمتي بنمشي ورا قلبنا 
مصدقاه المرادي
_ حتى لو مصدقاه.. عقلك هو الأساس
بس
تم نسخ الرابط