قصه كامله بقلم سولييه نصار

موقع أيام نيوز


مراد بالمشفى بجوار زوجته لا يتركها لحظة الا عندما يذهب للمنزل لكي يستحم ويبدل ثيابه وللصلاة....حالته تدهورت بشكل يوجع القلب ..لم يعد يأكل جيدا. ...ولا حتى ينام ..حتى فقد بعض الوزن وأصبحت تحت عينيه هالات سوداء ....وجهه فقد نضارته ...كان قلب صابرين يعتصر بسبب معاناة ابنها ...
أمي أنت خليكي مع البنات وانا هبقى هنا. ..أنا مش هتحرك من جمب منار لحد ما تصحى ..لحد ما تصحى ..هي هتصحى اكيد ...

يا ابني اسمع كلامي بس متتعبش قلبي ...
نظر مراد الى والدته بجمود وقال 
روحي أنت يا ماما أنا مش هتحرك من جمب مراتي ريحي نفسك ...
والدتك عندها حق يا مراد روح انت وانا موجود وابقى نبدل سوا ...
قالها سالم والذي كان متواجدا مع مراد منذ أول يوم أصيبت فيه منار ويذهب فقط للمنزل الصغير الذي استأجره فقط لكي ينام .....
رد مراد بنفس الجمود وقال
قولت مش هتحرك من جمب مراتي ...ريحوا نفسكم!!
.........
في غرفة العناية الفائقة ....
كان يجلس مراد والدموع تنساب من عينيه ...كان يتألم وهو يراها نائمة كالأموات على الفراش الشاحب كشحوبها ...
انا السبب ...ياريتني كنت بدالك يا عمري ...
غصت نبرته بالبكاء وأكمل
مش ناوية تفوقي بقا يا منار ...عشان عيالك ...ملك وماسة ..دايما بيسألوا عليكي ...فوقي يا منار احنا ملناش غيرك ...احنا ضايعين من غيرك ...ازاي هتسيبينا كده ...
مسح دموعه وضحك بحزن قائلا
تعرفي أنا اكتشفت اني بحبك اووي يا منار ...صحيح أنا كنت عارف كده قبل ما يحصل اللي حصل بس دلوقتي أنا اكتشفت اني بحبك بطريقة متوقعتش اني احب بيها ...حاسس انك بقيتي جزء من روحي مش قادر اتخيل انك تروحي مني ...احيانا بفتكر ايه اللي هيحصلي من غيرك ...مبفكرش غير اني هضيع لو أنت روحتي مني...مش هقدر اعيش لو انت روحتي مني يا منار فعشان خاطري...عشان خاطر بناتنا قومي يا منار ...حاربي وارجعي ووقتها عاقبيني بالطريقة اللي أنت عايزاها. ..أنا راضي ...والله راضي ...
آذان الفجر قطع كلماته ليمسح دموعه مجددا ويقول
رايح اصلي يا حبيبتي وهدعيلك ...
.......
في مسجد المشفى 
بعد أن أنهى صلاة الفجر. ...
جلس على سجادة الصلاة وهو يبكي ويدعو
يارب اشفيها

يارب. ..يارب متحرمنيش منها يارب ...أنا وبناتي ملناش غيرها بعدك يارب...يارب أنا ندمت على كل اللي عملته فيها...أنا مستحقهاش بس بناتي محتاجينها دوول لسه صغيرين...وانا يارب بحبها. .بحبها..هي روحي يارب...روحي والله ...
ثم غلبه البكاء حتى نام بالمسجد ......
..........
يا ابني ...يا ابني اصحى ...
قالها شيخ المسجد لمراد النائم ...فتح مراد عينيه ونهض ليبتسم شيخ المسجد بوجهه ويقول
صباح الخير يا ابني ...
هو النهار طلع ..
ده الضهر قرب يأذن يا ابني ...
قالها الشيخ بوجه بشوش ..ثم أكمل 
انا لقيتك نايم وصعب عليا اصحيك ...
نهض مراد واقفا وقال
شكرا يا شيخ ..أنا متشكر اووي انا غفلت عيني بعد ما صليت الفجر ...
اومأ الشيخ متفهما ليودعه مراد ويخرج متجها إلى. المشفى....
....
ما أن دخل للمشفى الممرضة وقالت
أستاذ مراد حضرتك روحت فين بدور عليك من الصبح ...
ارتج قلب مراد وقال پخوف والدموع تتجمع بعينيه 
مراتي حصلها حاجة !
ابتسمت الممرضة وقالت
مبروك هي فاقت ...مرات حضرتك فاقت!!
يتبع
الفصل الأخير الحب يفوز دائما 
بحثت عن معان كثيرة للحب فوجدت أن اسمك هو أجمل معنى له 
.................
مراتي فاقت !!
قالها پصدمة ...كان خائڤ ان يكون ما سمعه خاطئ ...او يكون بحلم جميل ويستيقظ على مرار الواقع ...
هزت الممرضة رأسها بإبتسامة وقالت
ايوة فاقت ودلوقتي نقلناها لاوضة عادية تقدر حضرتك تشوفها.. 
انهي أوضة دي !
قالها بلهفة شديدة لتبتسم الممرضة وتقول 
تعالى ورايا ...
وبالفعل ذهب خلفها....
.....
في الغرفة كانت منار وابتسمت وهي ترى مراد
منار ...
قالها مراد بصوت مخټنق
ابتسمت الممرضة وهي تترك الغرفة ....
..
...
افتكرتك هتروحي مني !!
وانا افتكرت أني مش هشوفك تاني ...
هعملك احلى فرح في الدنيا دي كلها وهنبدأ من جديد ...كل حاجة هنعيشها من تاني سوا أنا وانت وبناتنا ...وهاخدك كمان شهر عسل ...هحقق كل احلامك...ياااه يا منار ...أنا كنت بمۏت ...فعلا كنت بمۏت وانا شايفك يوم ورا يوم نايمة بالشكل ده ...فضلت اتكلم معاكي كتير واترجاكي تصحي بس انت مكنتيش بتصحي ...صممتي تقلقيني عليكي...عايزة تختبري حبي ليكي ...أنا اكتشفت اني محبتش غيرك ...أنا اتمنيت كل يوم اني اكون بدالك ...
انا بقيت كويسة يا حبيبي...ومفيش حاجة هتفرقنا من النهاردة ...
مستحيل حاجة تفرقنا من النهاردة يا منار ...
ولج الطبيب وهو يقول بإبتسامة
اخبار بطلتنا ايه !
نهض مراد بخجل بينما نظرت إليه منار پغضب ...
اقترب الطبيب وفحصها ثم قال
لا احنا بقينا تمام اووي ...شكلك هتخرجي من هنا قريب ...
ابتسمت منار وقالت
شكرا يا دكتور ...
هز الطبيب رأسه مبتسما وقال 
ألف سلامة ...
ثم تركهما وذهب...
لسه بدري يا علاء ...
قالها احد اصدقائه عندما نهض هو من امام منزل صديقي 
معلش يا جابر لازم اروح دلوقتي يدوب احط راسي على المخدة وانام ....
ثم ودعهم وذهب وهو يترنح ....اتجه للطريق العام كي يستقل عربة لكي تقله...كان السيارات تسير بسرعة كبيرة وهو لا يرى جيدا....يشعر
 

تم نسخ الرابط