روايه كامله بقلم رنا هادي

موقع أيام نيوز


معاكم
فقال مالك بابتسامة متكلفه مفيش مانع بس انا لسه عند كلامى 
قاكعه السيد
عاصم قائلا بجديه و احنا مقولناش حاجة يلا
يا امير يا ابني طلع الدبل من جيبك علشان تلبسوهم 
فتنهد امير واخرج خواتم الخطوبة من جيبه ووقف ثم قال يلا يا عروسه خليني اللبسك دبلتك 
فازدردت سارة حلقها ثم نهضت واعطته يدها لكي يضع الخاتم في اصبعها وبالفعل فعل ذلك بكل رقي لتبتسم بهدوء ورقه مما جعله يبتسم لا اراديا عندما رأى ابتسامتها وبعدها اعطاها الخاتم الخاص به لكي تضعه في اصبعة ففعلت ذلك وما ان انتهت حتى سمععوا صوت زغاريد صادرة عن ملك وتولين فابتسمت وقالت الف مبروك يا حبيبتي مبروك يا حسام بيه 

وبعد المباركات وتناول الضيافة نهض مالك معتذرا منهم ليدلف الى الداخل يغيب لاقل من خمس دقايق من ثم يعود يقف بالقرب من مقعد تولين قائلا بجديه وثقة كعادته 
عاصم بيه بستأذنك نلبس الدبل انا وانسة تولين
لتبتسم تولين بسعادة ابتسامه لم تستطع اخفائها فهى لم تكن تتخيل ان مالك يفكر بتلك الطريقة او انه فكر بأن يأتى لها بدبلة لا يهما شكلها او أكانت غالية او عادية يكفى انه فكر بها
خرجت من تفكيرها على صوت جدها قائلا 
اتفضل يا بنى الف مبروك ليكم 
ليقترب مالك من تولين التى وقفت تنظر اليه بانفاس متسارعه تشعر بقلبها يكاد يخرج من مكانه من شدة خفقانه ليقوم مالك بفتح العلبة الزرقاء المخملية ذات الحجم المتوسط 
ليظهر دبلة سوداء مزينة بالفضه وكانت له وبجانب الدبلة دبلة اخرى من الذهب رقيقه الشكل معها محبس مصاحب للدبلة ليقوم بالباسها الدبلة اولا برقة وهدوء وهو ينظر الى عينها بنظرات لم تفهمها هى من ثم البسها المحبس فوق الدبلة وقد كانت تعطى مظهرا جميلا فى اصبعها لتقوم هى بعدما انتهى باخذ الدبلة الخاصة له تلبسه اياه 
لينتهوا من ذلك الأمر ليتنهد مالك وهو يرجع خطوة للوراء بينما تولين تنظر الى يدها بسعادة 
بعد مدة
من الزمن
نهضت افراد عائلة الشهاوى لكي يغادروا فقال السيد عاصم متقلقيش يا سارة تولين هتجيبلك فستان الفرح وكل حاجة انتي عايزاها علشان الفرح مش كدا يا بنتي 
منى طبعا يا جدى 
قاطعها مالك موجها حديثه للسيد عاصم قائلا بجديه 
عاصم بيه بعد اذنك هاجى بكرا اخد آنسة تولين اوريها المكان اللى هنسكن فيه
ليقول عاصم باستغراب مش هو دا بيتكم يابنى
مالك بهدوء وحديه وهو يبتسم بخفة لا حضرتك دا بيتنا القديم اللى انا واخواتى اتربينا فيه بس احنا ساكنين حاليا فى جليم 
ليوما عاصم راسه قائلا انا معنديش مانع وانت يا تولين
لتردف هى الاخرى اللى تشوفه
يا جدو
ليردف عاصم قائلا لمالك خلاص يبقى هستناك بكرا
مالك بايمائه بسيطة تمام 
اما امير فقد ضاق صدره بهذا اللقاء لذا قال يلا يا
جدى احنا لازم نمشي 
السيد عاصم يلا عن اذنكوا يا جماعة 
الشيء الوحيد الذي يطمئنني هو أنني أعرف من أنا أعرف جيدا أن قلبي لا يضر أحدا وأني لا أدعو حتى على أعدائي ولا يهمني أي شيء مملوك ولا أسعى نحو الأشخاص الذين هربوا مني لدي عزة نفس تكفيني لو اضطررت أن أعيش
كل حياتي حزينا دون أن أتسول الفرحة ممن يستكثرونها علي هذا أنا 
الحلقة الثالثة عشر 
بعد مغادرة عائلة الشهاوى جلس الثلاث اشقاء فى الصالون فى جلسة صامته سارة تجلس تتحسس دبلتها التى اعطاها لها امير منذ قليل تلك الرجفة التى شعرت بها ما ان شعرت بانامله تلمس يدها رقته وهو يدخل الدبلة فى اصبعها لم تكن تعلم أن يعاملها بتلك الرقة ظنته قاسى المعاملة كفه الدافئ الذى أحاط بخاصتها تستغرب انها شعرت بكل تلك الاحاسيس فى تلك الدقائق المعدودة 
لا يعلم الى الان هل ما فعله هو الصواب ام لا هو فقط يريد حماية اخته 
اما ملك تلك المجنونه الصغيرة كانت تقوم باللعب فى هاتفها غير منتبها لاخوتها الغارقين فى افكارهم لم تدرى انها تذم شفتيها كالاطفال عندما خسړت وتلقى بالهاتف بجانبها على الاريكة انظر بسخط على اخوتها الشاردين فى افكارهم 
لتقول بمرح هو تنظر إليهم 
انتم لحقتوا تسرحوا فى حبايب القلب
لينتبه مالك اولا على ما قالته قائلا باستغراب وهو يعقد مابين حاجبيه 
بتقولى ايه يا بت
انت
لتقول ملك بضيق مصطنع يا عم اقسم بالله امك وابوك مسمينى اسم ما هما مش هيطلعوا شهادة ميلاد على الفاضى 
قاطعها مالك بضيق حقيقى فهو الان لا يحتمل سخافتها وجنانها فيكفى ما يدور بعقله ويشغل تفكيره من ترتيبات وأمور يجب تنفيذها لتلك الزيجتان
ملك اقسم بالله ما وقت استظراف لو فى حاجة مهمة قولى
لتردف ملك بحزن وهو تنقل نظرها بينه هو واختها سارة ايوة فيه انتوا الاتنين زعلانين مالك انت قولت انك تقدر تحل الموضوع دا بس مش عاوزاكم زعلانين مش هى دى الفرحة اللى كنا بنرسمها زمان مش عاوزة اشوفكم زعلانين كدا
ليبتسم مالك بخفة على اخته الحنونه ينهض من مكانه يجلس بجانبها بعد ان اخذ يد سارة لتنهض وتجلس معهم على نفس الاريكة ليكون هو بينهم يحيط بذراعيه كتف كل واحده منهما يقبل راسها كلا منهما بحنان اخوى لا يميل
من اغداقهما به 
قائلا بنبرة هادئه وواثقة فعلا انا قولتلكم كدا واقدر انى اعمل كدا بس بما اننا وافقنا على الخطوة يبقى نكملها والله اعلم الخير فين بس انتى يا سارة لو خاېفة او قلقانه متجازفيش وقولى من دلوقتى لسه فاضل يوم انا مش هجبرك على حاجة ابدا
لتردف سارة قائله بهدوء ورقه وابتسامه بسيطة مجاملة لا انا موافقة انى اخد الخطوة دى وبما انها زى ما قولتوا هتفضل لحد ست شهور فانا هعتبروا زى اختبار لنفسى من حيث أن هعرف اتعايش مع ظروفى وانا كفيفة ولا لأ
لتمسد ملك على كف اختها قائلة بحنان 
هتقدرى وهتكون احسن زوجه بس بلاش تحطى فى دماغك طول الوقت انه صفقة حاولى تتأقلمى انه جواز بجد فهمانى
لتومأ سارة بصمت وابتسامه تزين ثغرها ليردف مالك بعد صمت استمر للحظات 
دلوقتى انا هروح بكره اخد تولين اوريها بتنا التانى
ملك بتساؤل وهى تنظر اليه هو انت مش هتجهز الشقة اللى بابا كان جيبها ليك عشان تتجوز فيها
ليجيبها مالك وهو ينظر امامه ويعفد ما بين حاجبيه 
لا مش حابب وكمان الشقة دى هناك فى شعراوي وانا مش هسيبك لوحدك وبعدين كمان عشان لو سارة جت تقضى يوم معانا او تبات تكون حجاتها موجوده من الاخر هو بتنا الاحلى والاكبر وهى لو عاوزه تعمل حاجة فى الجناح بتاعى تبقى تقولى واغيره ليها 
لتدير ملك راسها بضيق تهمس بين أسنانها پغضب قائلة ما تديها أوضة الضيوف احسن
لتبتسم سارة بخفة عند سماعها همس اختها الغاضب لكنها تعلم أن اخيها لا يحب لاحد ان يشاركه باغراضه فما بالك ان تشاركه
واحدة بحياته تتذكر عندما كانا صغار كان دائما يقول لوالدتهما انه عندما يكبر لن يتزوج بل سيراعى اختيه لطيلة حياته وبالفعل قد أوفى بكلمته فهو الى الان يرعاهما يغدقهما بحنانه لا يتركهما لكنه الان سيتزوج 
ما أحلاها رجفة القلب القوية لما تجيك وقت تشوف حدا بتحبو 
صباح يوم جديد بشمس مشرقه تدلف الى تلك الغرفة ذات الألوان الهادئه المريحة للاعصاب تستيقظ تلك الجميلة بحماس تنهض من فراشها تدلف الى الحمام الملحق بالغرفة لتخرج بعدها وهى تلف مأذر حول جسدها وتمسك بيدها احدى المناشف الصغيرة تجفف بها شعرها لتتجه سريعا الى خزانة الثياب وتخرج حقيبة كبيرة الحجم تضع بها بعض الملابس لمختلف المناسبات من ثم تغلقها جيدا بعد ان تأكدت انها جهزت كل شئ لتلطقت احدى الاطقم المريحة وترتديها من ثم تقف أمام المرأة لتمشط شعرها بشكل كعكه عشوائيه وتقوم بعمل بعض الماسكات لترتطيب بشرتها وجعلها ناضرة من جديد ليمر بها الوقت الى ان وصلت الساعة التاسعة حتى نهضت مسرعه لتخرج من خزانتها فستان صيفي بلون البنفسج يصل إلى بعد
لتجد جدها يجلس كعادته يرتشف من قهوته الصباحية ويقرا الجريدة كروتين كل يوم لتقترب منه تقبل يده
بأحترام قائلة صباح الخير يا جدى
عاصم بعد ان وضع الجريدة بجانبه من ثم يربت على رأسها بحنان
صباح الخير يا حبيبتي
ليكمل بعدها بمرح بسيط بس اية الشياكة دى انتى خارجة ولا ايه
لتدور تولين حول نفسها بسعادة وهى تعرض عليه فستانها بجد يا جدى يعنى حلو عليا طب الجاكت لايق ولا اغيره
ليضحك
عاصم بخفة على حماس حفيدته قمر يا قلب جدك ربنا يحميكي ويحفظك يارب بس مقولتليش رايحة فين
لتردف هى باستغراب وهى تجلس بجانبه هروح فين يا جدى مش اتفقنا امبارح ان احنا هنروح نشوف شقة مالك 
لينظر اليها عاصم بتفحص يستغرب كونها متحمسة بهذا الشكل ليردف قائلا 
بس دى مش شقة مالك لوحده دى شقتة هو واخواته بمعنى ان ملك هتفضل موجوده معاكوا عشان دا بيت أهلها
وما ان جاءت لتجيبه أشار لها بيده بالصمت قائلا بجديه 
وانا مش هقدر اقوله جيب لحفيدتى شقة لوحدها حتى لو وقفناله على شعر راسنا مالك اخواته عنده بالدنيا كلها ومش هيتنازل عنهم لو مين ما كان انا يا بنتى مش بقولك كدا
عشان اعقدك فيه بس عاوز افهمك انا مالك راجل وصعب انك تلاقى زيه اليومين دول عاوزك تخافظى
عليه ومتاخديش الموضوع بأنه جوازة وهتنتهي بعد مده لا عاوزك تعامليه بما يرضي الله يا بنتى انا مش هكلمك ازاى تعمليه عشان عارف انك بتحبيه ومش مستنيه انى اقولك ازاى تعامليه انا بس هدعيلك انه يبقى زوج صالح
ليكى ويتقى الله فيكى 
كانت تستمع اليه وبريق الدموع فى عينها كلامه صحيح فهى اكثر شخص تعلم شخصية مالك من متابعتها لاخباره ومراقبتها له من بعيد لتشهق پصدمه عندما قال جدها بأنه يعلم انها تكن لمالك الحب تنظر اليه بدون تصديق ليبتسم لها بخفة 
قائلا بعد انتهاء حديثه 
ايه فاكرة انى مش هعرف عيونك فضخاكى من اول ما امير قال ان مالك عاوز يجوزك 
لتبتسم هى بحزن وهى تخفض رأسها بخجل عاوز يجوز ايه بس يا جدو دا يدوب هياخدنى تخليص حق عشان يضمن ان امير مياذيش سارة ولا حاجة
ليردف عاصم بابتسامه وهى يمد يده يمسك ذقنها ويرفع راسها لتنظر اليه قائلا بثقة 
أنتى اللى تقدرى تخليه يحبك بتصرفاتك بأفعالك بحنانك عليه فكره جدتك الله يرحمها كانت بتعمل معايا ايه وكانت بتعاملنى ازاى ! 
كانى ابنها مش زوجها واللى متعرفهوش ان جدتك مكنتش بطقينى بس خليتها تعشقنى عاوزك توريه حبك وتخليه يحس بمشاعرك 
لتردف هى بمرح مصطنع فى محاولة لتغير الموضوع بابتسامه بسيطة وهى تحاول منع تلك الدموع 
بقى فاطمه هانم مكنتش بتحبك دى كانت بتغير عليك منى 
ليبتسم
عاصم بخفة على ذكر زوجته وحبيبته الراحلة 
الله يرحمها 
تولين برقة امين
ليردف عاصم بجدية مغيرا للموضوع متعرفيش مالك هيجى
 

تم نسخ الرابط